إذا لم يرد معنى المواجهة. ويجوز ذلك في الأجرام التي لا وجه لها مثل حجرين متقابلين كل واحد منهما وراء الآخر وأكثر أهل اللغة أن «وراء» من الأضداد (١).
وقد جاءت في التنزيل بهذا المعنى في أكثر من آية.
قال ابن الأنباري : [وراء من الأضداد ، يقال للرجل : وراءك أي خلفك ووراءك أي أمامك قال الله ـ عزوجل ـ : (مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ)(٢) أي من أمامهم.
وقوله : (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ ..) أي أمامهم. واستشهد بقول الشاعر :
ليس على طول الحياة ندم |
|
ومن وراء المرء ما يعلم |
أي : أمامه (٣).
وقال الأصمعي :
ومن ذلك وراء تكون في معنى خلف وقدام ففي القرآن في معنى بعد وخلف قوله تعالى : (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ)(٤).
وفي القرآن في معنى «قدام» قوله تعالى : (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ) يعني قدامهم وأمامهم. وقد قرأ ابن عباس : «وكان أمامهم ملك» (٥) .. إلخ.
فهؤلاء علماء العربية يثبتون سلامة هذا الاستخدام لمعنى «وراء» أمام وليس كما زعم «سال» بعدم جواز ذلك وخطأ القرآن في هذا الاستعمال.
__________________
(١) البحر المحيط ٦ / ١٥٤.
(٢) سورة الجاثية : (١٠).
(٣) الأضداد ـ محمد بن القاسم الأنباري طبعة المكتبة العصرية ص ٦٨.
(٤) سورة هود : (٧١).
(٥) الأضداد للأصمعي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ص ٨٢ ـ ٨٣.