وفرسانه إلى البحر ، ورد الرب عليهم ماء البحر ، وأما بنو إسرائيل فمشوا على اليابسة في وسط البحر](١).
وجاء في الإصحاح الخامس عشر من نفس السفر : [.. مركبات فرعون وجيشه ألقاهما في البحر. فغرق أفضل جنوده المركبية في بحر سوف تغطيهم اللجج قد هبطوا في الأعماق كحجر ..].
وفي عبارة أخرى : [كالرصاص في مياه غامرة](٢).
فهذا يؤكد ما جاء في القرآن الكريم حيث أشارت التوراة لغرقهم وعلى رأسهم فرعون الذي كان على رأس جيشه ، كما أشارت أنهم ترسبوا في قاع البحر كالرصاص أو الحجارة التي تستقر في قاع البحر ولكن القرآن هو الذي انفرد بالإشارة لطفو جثة فرعون وإلقائه على ساحل البحر على نجوة من ممرهم لتتحقق الآية في ذلك وهو قدرة الله سبحانه وتفرده في ربوبيته وبطلان دعوى فرعون أنه «رب».
وقد أكد العلم الحديث صدق ما ورد في القرآن الكريم حيث اكتشف علماء الآثار في أواخر القرن التاسع عشر جثث الفراعنة في وادي الملوك في «طيبا» في الضفة المقابلة للأقصر من النيل في مصر ومن بينها جثة فرعون الخروج واسمه «منفتاح» ابن رمسيس الثاني الذي هو فرعون الاضطهاد ، وقد احتفظ بجثة فرعون هذا في صالة المومياء الملكية في المتحف المصري في القاهرة (٣).
وقد قام الأستاذ «موريس بوكاي» مع مجموعة من الأطباء بفحص جثة فرعون فحصا تشريحيا قانونيا ليخرجوا بنتيجة مذهلة وهي وفاة فرعون غرقا ، ونجاة جثته من الرسوب في قاع البحر إلى الطفو والإلقاء على الساحل لتكون آية لمن يأتي بعده من أهل القرآن مخالفا في ذلك لفهم «سال» والأستاذ
__________________
(١) الكتاب المقدس ـ سفر الخروج ـ الإصحاح الرابع عشر.
(٢) الكتاب المقدس ـ سفر الخروج ـ الإصحاح الخامس عشر.
(٣) التوراة والإنجيل والقرآن والعلم ـ موريس بوكاي طبعة دار الكندي ص ٢٠٤.