ليتخذ مركبا استشفائيا للعلاجات الأولية للمرضى عند الضرورة. وحصلت الاستفادة من خدماته طوال المدة التي استغرقتها الحملة الفرنسية على الجزائر ، فنقلت على متنه الفرق العسكرية من مدينة تولون (Toulon) ، في اتجاه وهران. وغالبا ما كان يعاد إلى فرنسا محملا بأعداد من المرضى والمصابين. وقام القنصل الفرنسي بجولة تفقدية لمرافق المركب ، فكتب في أعقابها إلى باريز رسالة وجهها إلى وزير الخارجية كيزو (Guizot) ، عبر له فيها عن عدم رضاه عن ذلك الاختيار. فاشتكى إليه صغر حجم المركب ، وأن قائده الملازم الأول جويفروي (Goeffrry) كان بمرتبة عسكرية متواضعة لا ترقى إلى المستوى المطلوب ، ومن ثم فكلاهما غير ملائم ولا يناسب مقام البعثة وجلالها (١). غير أن المركب ذات الحجم الكبير لم تكن متوافرة بكثرة ، فكانت الحاجة ماسة إليها بسبب أجواء الحرب في الجزائر ، ولا سبيل لتجاوز تلك العقبة. ولذلك لم يجد ليون روش بدا من ضرورة التوجه في رحلة قصيرة إلى جبل طارق ، واقتنائه من هناك لكل ما هو ضروري ، لإعطاء المركب مظهرا يليق بمقام تلك المناسبة ، بما في ذلك الأثواب التزيينية والستائر والأثاث والبسط غيرها. وكانت الغاية هي تجهيز الجناح المخصص لإقامة السفير المغربي ، وتجميله وفقا للطراز المشرقي. فوضعت طاولات قصيرة القوائم على أرضية فرشت أساسا بالزرابي والبسط. وعلى الرغم من ضيق الغرف ، قيل إن جناح إقامة أعضاء البعثة توافرت فيه كل وسائل الراحة ، وكان مظهره الخارجي لطيفا (٢).
منذ أوائل دجنبر ١٨٤٥ ، كان أفراد المجموعة الصغيرة من الفرنسيين الذين أو كلت إليهم مهمة مرافقة البعثة المغربية إلى فرنسا مجتمعين في طنجة. وكان يرأسهم بطبيعة الحال ليون روش ، وإلى جانبه أوكست بوميي (Auguste Beaumier). ووصف هذا الأخير بأنه «رجل شاب على مستوى كبير من الذكاء ، ويتكلم شيئا من
__________________
(١) AAE / CPM ٥١ / ٢٥ ـ ٥٥ ، دو شاستو إلى كيزو ، ٥ نونبر ١٨٤٥.
(٢) AAE / CPM ٥١ / ٧٦ ـ ٩٦ ، روش إلى كيزو ، ١٣ نونبر ١٨٤٥ ؛ بالإضافة إلى :
AN / MM / BB ٤ ـ ٢٤٦, ٦٤٨١," Missions particulie؟res, Me؟te؟ore, Mission Tanger".
وهو عبارة عن تقرير صفحاته غير مرقمة من إنجاز قائد المرك جويفروي (Goeffroy). أما عن انطباعات الصفار حول السفر بحرا ، فهي موجودة في الصفحات اللاحقة من هذا الكتاب.