المميزة : وهي أن
يكون ذا مظهر خارجي مهيب ، متصفا بالذكاء واتقاد الذهن ، وأن يكون من ذوي الحسب
والنسب ، ويحتل مكانة سامية في الدولة» .
وصلت في آخر الأمر
أخبار تفيد أن السلطان اتخذ قراره في الموضوع. وبلغت مسامع ليون روش ، من «أحد
أصدقائه الموجودين بالقصر السلطاني في فاس» ، أن الاختيار قد وقع على عبد القادر
أشعاش ، عامل تطوان. وفي حينه ، بادر ليون روش إلى تحرير رسالة وجهها إلى وزير
الخارجية الفرنسي كيزو (Guizot) ، تضمنت وصفا يطري شخصية أشعاش ،
حاول من خلالها تغطية ما كان ينقصه عن فصول حياته وأصوله من دقة ، باختلاق نوع من
الحماسة المبالغ فيها ، نقتبس منها ما يلي :
«كان أسلافه من
المورسكيين المبعدين من إسبانيا في القرن الخامس عشر ، واستقر في المكان الذي تقع
فيه اليوم تطوان ، ويعتبرون مؤسسين لها. ومنذئذ ، آل منصب الباشا لفائدة كبير
الأسرة. وأصبحت الباشوية حكرا على عناصرها عن طريق الوراثة ... وتم ذلك بشكل لا
مثيل له في المغرب. وهكذا فإن أشعاش من أهل الحسب والنسب ، والجاه الرفيع. وإن كان
يكاد يبلغ الخامسة والثلاثين من العمر ، فهو واسع الاطلاع وله ما يكفي من التجربة
الدولية. فهو يحظى بكامل الثقة ، وعلاقاته حميمة بالإمبراطور ، ويملك ثروة طائلة ،
كما سبق له أن زار مكة ... وسيكون من المستحيل حقا العثور في المغرب على رجل أكثر
ملاءمة منه» .
كان أشعاش الابن
البكر لإحدى الأسر التطوانية الثرية ذات النفوذ ، وقد سبق لأبنائها تقلد مهام
السلطة والسهر على تسيير شؤونها مدة استغرقت ثلاثة أجيال متعاقبة. وكان جده عبد
الرحمن أشعاش ، أول من اكتسب مكانة سياسية بارزة بين كل أفراد الأسرة ، إذ استطاع
أن يشغل منصب عامل على تطوان ثلاث مرات. وكان والده محمد أشعاش عاملا على المدينة
نفسها ، واشتهر ببأسه الشديد وشخصيته القوية. فكان مهاب الجانب ، يخشاه الناس ،
حتى قيل إنه كان يحكم تطوان بيد من
__________________