أخرى ، بالغة
التعقيد بفعل مركّباتها النفسية والمزاجية المتعلقة بلحظة الكتابة ، فإن هذه
الكتابة تتقاطع أيضا مع المكان الآخر بوصفه الشاهد الصامت على كل لحظة يعيشها
المنفي.
بالنسبة لواقعنا
الشرقي ، وثقافتنا العربية تبدو كتابة اليوميات عملا بالغ الندرة ، فقد ألف الكتاب
العرب القدامى فكرة التأليف المعرفي والأكاديمي بصورته الموضوعية غالبا ، غير
الشخصية ، وغير المتماهية مع الذات بوصفها فاعلا في إنتاجنا المعرفة وفي علاقتها
الوجودية بالمعرفة.
في هذه اليوميات
يمزج الكاتب تأملاته وخواطره عن ذاته وعالمه بسطور شعرية سرعان ما تطغى على الجزء
الثاني من كتابه ليتحول الشعر إلى شريك أساسي في هذه اليوميات. وعلى رغم أن الشق
الأول من الكتاب أكثر إبداعية لما في نثره المضيء من سطوع وعلو ، مقابل سطور الشعر
التي ستغادر قدرتها على الإدهاش لتستقر في نمط متوقع ، إلا أننا بإزاء يوميات
عجيبة في قدرتها على نقل ما يعتمل في نفس صاحبها وما يتوارد إلى خاطره ، وكذلك ما
يغامر فكره وملكاته الإبداعية صوبه.
كتاب استحق عن
جدارة كبيرة جائزة ابن بطوطة لكتابة «اليوميات» في دورتها الأولى ، فهو لبنة أكيدة
في سلسلة من الكتب التي ستترى الواحد بعد الآخر لتثري المكتبة العربية والقارىء
العربي بأدب التجارب الشخصية ، وبالسفر مع الكائن ليس في رحلة واحدة أو بضع رحلات
في الجغرافيا ، وإنما ، هذه المرة ، في رحلة حياته كلها. إنها اليوميات.
ه ـ جائزة ابن
بطوطة للرحلة الصحفية :
* رصيف القتلى
مشاهدات صحافي
عربي في العراق
إبراهيم المصري
يوميات ملتهبة
لشاعر يتجول بعينين مفتوحتين وعقل متحفز مستطلعا فاجعة