الملحق رقم ١
رسالة من أشعاش إلى السلطان عبد الرحمن بن هشام بتاريخ ٢٠ ذي الحجة ١٢٦١ / ٢٠ دجنبر ١٨٤٥ ، أصلها محفوظ بمديرية الوثائق الملكية تحت رقم ١٧٥٧٨.
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
مولانا السلطان الهمام ، عصمة الدين وعز الإسلام ، إمام الهدى وحسام الله المسلول على العدل المتوج بإكليل العدل والإحسان ، المقتعد بسيطة العز والأمان ، أمير المؤمنين سيدنا ومولانا عبد الرحمن. أعلا الله كلمته ، وجعل الملائكة أنصاره والملوك خدمته. وسلام الله ورحماته وبركاته على حضرة سيدنا العلية المحفوظة بالله السنية. وبعد لثم حاشية البساط الكريم وأداء الواجب لرفيع مقامه من الإجلال والتعظيم.
فليعلم سيدنا أنا وصلنا مرسى مرسيليا عند طلوع الفجر من يوم الجمعة تاسع عشر الشهر ، فنزل أولا رفيقنا الروشوا ، ثم عاد إلينا ومعه اثنان من كبرائهم. فقال ي شأن أحدهما : هذا بعثه الوزير إليكم من باريز ليلقاكم وليكون في صحبتكم حتى تصلوا إليه ، وهذا الآخر ترجمانه. وأنه كتب إلى كل من تنزلون به أو تمرون عليه أن يكونوا عند أمركم ونهيكم. وأن جلنار البلد يسلم عليكم ويطلب منكم أن تنتظروه حتى ياتيكم لينزلكم. فلما ارتفع النهار ، جاءنا الجلنار ومعه رؤساء جنده وأصحابه ، فسلم علينا وبالغ في إثناء الجميل على جناب سيدنا المنصور بالله. فأنزلنا من المركب مكرمين معظمين وانتخب لنا أحسن ما عنده من الفلائك. وعند نزولنا اهتزت المرسى بالمدافع واجتمع أهل البلد ينظرون حتى امتلأت الطرق والشوارع ، فكان يوم دخولنا يوما مشهودا.
ثم سار بنا في الأكداش وهو معنا كواحد من خدامنا ، وصفوف عسكره خيلا ورجالا بين أيدينا حتى أنزلنا بدار أعدها لنا قد فرشت بالفرش الرفيعة ، وزخرفت بالأشياء البديعة. وقال لنا هؤلاء يعني أصحابه كلهم خدم لكم مروهم بما شئتم فإنهم سامعون لكم ومطيعون ، وكل هذا قليل في جانب السلطان مولانا عبد الرحمن. وبالغوا في برنا وإكرامنا ، فأقمنا بها بقية يوم الجمعة ويوم السبت ، ومن الغد إن شاء الله نتوجه لباريز.