قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

رحلة الصَّفار إلى فرنسا

رحلة الصَّفار إلى فرنسا

226/324
*

ذهب قاصدا إليه وأتاك به في الحين. وفيهم من يعرف العربية (١) ، فإذا دخلها عربي وجد من يفهم كلامه.

وهذه الكتب التي فيها على كل نوع : منها العربي مغربيه ومشرقيه مكتوبا بالقلم ومطبوعا بالاسطنبا ، ومنها العجمي بسائر أجناسه يوناني ولاطيني وهندي وتركي وقبطي وحبشي وفارسي ، وغير ذالك. طلبنا منهم الكتب العربية ، فأحضروا لنا مصحفا عظيما في مجلد كبير يحمله اثنان من الناس بينهما لكبره ، وهو خط مشرقي لم ير مثله حسنا وبهجة ورونقا وكمالا. ولا يوصف ما فيه من الحلية والذهب مما يستحسن أن يكون في خزانة ملوك الإسلام أظفرهم الله به وأنقذه من أيدي الكفرة (٢) ، وهو في غاية من الحفظ والصون ، ولا يلحقه من الأذى إلا مسّ المشركين له. فسألناهم من أين أتوا به ، فذكروا أنهم أتوا به من مصر عند تغلبهم عليها (٣).

__________________

(١) كانت تدرس اللغة العربية في باريز بمدرسة اللغات الحية منذ أواخر القرن الثامن عشر. وكان أبرز المستعربين الفرنسيين خلال تلك الفترة هو سيلفستر دوساسي (١٨٣٨ ـ ١٧٥٨)(Silvestre de Sacy) الذي أصبح في سنة ١٨٢٤ مديرا للمدرسة الجديدة لتدريس اللغات الشرقيةEcole des Langues Orientales. وفيها تكون على يديه العديد من المتخصصين الذين اشتغل البعض منهم في الخزانة الملكية ، وبها أيضا عين دوساسي محافظا لقسم المخطوطات سنة ١٨٣٣ ؛ بينما أصبح البعض الآخر تراجمة رسميين ، مثل أليكس دوكرانج (Alix Desgranges) ، الذي كان يعرف العربية والتركية ، وأسندت إليه مهمة مرافقة البعثة المغربية في باريز. وكان دوساسي يعمل أيضا مفتشا للحروف المشرقية بالمطبعة الملكية انظر :

Henri De؟he؟rain, Orientalistes et antiquaires : Silvestre de sacy, ses contemporains et ses disciples) Paris, ٣٨٩١ (, pp. iii, vi, xvii, ١ ـ ٢١.

(٢) قارن مع ما جاء عند أحمد بن قاسم الحجري الأندلسي ، المعروف بأفوكاي في كتابه : ناصر الدين على القوم الكافرين ، تحقيق ودراسة محمد رزوق (الدار البيضاء ، ١٩٨٧) «فتغيرت حين رأيت كتاب الله تعالى بيد كافر نجس» ، ص. ٥٠.

(٣) اصطحب نابليون بونابارت معه في حملته على مصر سنة ١٧٩٨ ، مجموعة من العلماء المستشرقين الذين تمكنوا من «اكتشاف» العديد من المخطوطات والتحف الإسلامية الثمينة ، التي انتهى بها المطاف فيما بعد إلى الديار الفرنسية. وكان من بينها هذا المصحف الكبير الحجم الذي ما يزال محفوظا ضمن مجموعات الخزانة الوطنية ؛ وكان موجودا في الأصل بجامع الأزهر في