والقمر من جملة هذه الأجرام ، له (١) لون غير الضوء يتبين له إذا انقطع عنه النور الذي يوجب الحدس ، فى أول الأمر ، أن مبدأ (٢) وقوعه عليه من الشمس ، (٣) حتى إنه يتقدر ويتسمت بحسب ما يوجبه وضعه من الشمس ، قربا وبعدا. ثم يحقق التأمل ذلك الحدس وإذا توسطت الأرض بينهما انكسف. (٤)
وأما سائر الكواكب فكثيرا ما يظن (٥) أنها تقتبس النور من الشمس. وأنا أحسب أنها مضيئة بأنفسها وإلا (٦) لتبدل شكل الضوء المقتبس فيها (٧) بحسب الأوضاع ، وخصوصا فى الزهرة ، وعطارد ، اللهم إلا أن نجعل (٨) ذلك الضوء نافذا (٩) فيها. فإن كانت (١٠) ذات لون لم ينفذ فيما أدى فى كلتيهما على السواء ، بل أقام (١١) على الوجه الذي يلى الشمس. وإن لم يكن لها لون كانت مشفة (١٢) لا تضىء ، كلتيهما ، (١٣) بل من حيث تنعكس (١٤) عنه. وهذا الرأى منى (١٥) (١٦) يكاد يقارب اليقين.
وأما القمر فلا نشك (١٧) فى أن ضوءه (١٨) ونوره مقتبسان من الشمس ، وأنه فى جوهره ، ذو لون إلى العتمة المشبعة (١٩) سوادا. أما (٢٠) هو فإن كانت تلك العتمة (٢١) ذات (٢٢) نور أيضا فليس نورها بذلك (٢٣) النور الذي يحس (٢٤) به من بعيد. ويشبه أن يكون جوهره بحيث إذا وقع عليه ضوء الشمس فى جهة استضاء سائر سطحه استضاءة ما. وإن كان ليس بذلك التلمع. (٢٥) فلذلك ليس يشبه (٢٦) لونه عند الكسوف لونه ، وهو (٢٧) بعد هلال. فإن ماوراء المستهل منه ، أعنى ما يصل إليه ضوء الشمس يكون أكثر إضاءة منه إذا كان كاسفا. (٢٨) وقد توصل (٢٩) بعض الناس من ثبوت (٣٠) اللون (٣١) لبعض الأجرام السماوية ، أو تسليمنا أنها مبصرة ،
__________________
(١) د : ـ له (٢) م : أو مبدا
(٣) ط : جهة الشمس (٤) سا ، ب ، د : كشف
(٥) سا : نظن (٦) م : ـ وإلا (٧) د : منها (٨) م ، ط : يجعل
(٩) م : «نافعا» بدلا من «نافذا».
(١٠) ب : وإن كانت ذاته (١١) د : لقام
(١٢) ط : مشفة مضيئة (١٣) سا : بكلتيهما
(١٤) م ، ب ، ط : ينعكس (١٥) د : «معنى» بدلا من «منى»
(١٦) وفى م : متى (١٧) د : تشكله
(١٨) ط : ضوئه. فإنه (١٩) م : القيمة المشيقة
(٢٠) سا ، ط : «ما» بدلا من «أما»
(٢١) م : القيمة ـ ب ، د (٢٢) ط عن ذات
(٢٣) ب : بذاك (٢٤) ب : نحس
(٢٥) م : البليع ، وفى ط : البليغ
(٢٦) سا : بشبه (٢٧) م : هذا
(٢٨) د : كاشفا (٢٩) م ، د : يوصل
(٣٠) م : بيوت (٣١) م : ـ اللون