الغريزية أولا ، وبما يحقن من الغريبة ثانيا ، وهذا هو العفونة. (١)
وربما استعد الشىء بالعفونة لقبول صورة أخرى ، فيتولد (٢) منه شىء آخر : نبات أو حيوان. وهذه الحرارة الغريبة إن كانت قوية ، بحيث تسرع (٣) فى تحليل (٤) الرطوبة المذكورة ، لم تكن (٥) عفونة ؛ بل احراق (٦) أو تجفيف. (٧) وإنما تكون العفونة (٨) إذا بقيت الرطوبة مدة تستحيل (٩) عن الموافقة وهى رطوبة.
فقد عرف من هذا القول حال النضج النافع فى تكميل الصورة النوعية. وأما النضج الثاني والثالث فإن السبب فيهما (١٠) حرارة غريبة أيضا لكنها غريزية للشىء الذي لأجله ما ينضج النضج المذكور. فإذا فعلت هذه الحرارة فعلها ، وبلغت (١١) به الغاية المقصودة فقد نضج ؛ وإن قصرت وعاوقها برد كانت (١٢) فجاجة ؛ وإن استولت عليها حرارة غريبة أخرى أفسدت على الغريزية فعلها ، وقهرت الحرارة التي في الغذاء ، فزال الغذاء عن طبيعته ، ولم يستحل إلى طبيعة البدن ، وصار معطلا لا ينتفع به. وذلك هو العفونة. وكذلك الخلط إذا لم يبق بحاله ، ولم يستحل (١٣) إلى النضج ، بقى عفنا. لكن الخلط (١٤) العفن قد يلحقه النضج ، فيجعله (١٥) بحيث يندفع ؛ (١٦) لأن غاية هذا النضج هى (١٧) هذا (١٨).
فالنضج مادته جسم رطب (١٩) ليس بيابس صلب ، ولا أيضا بنحيف لا يحفظ (٢٠) الرطوبة التي له كالخشب. والفاعل فيه حرارة غريزية ، وصورته تكيف (٢١) الرطوبة بكيفية موافقة لغرض الطبيعة ، وغايته تتمة نشء الأشخاص (٢٢) الجزئية.
والنهوة مادتها جسم رطب ، وفاعلها برد أو عدم حر ، وصورتها بقاء الرطوبة
__________________
(١) د : العفون
(٢) م : فيتولد ، وفى ط : فليتولد. وفي سا ، ب : فيولد
(٣) م : يسرع ، وفى د : أسرع (٤) د : تحلل
(٥) م ، ط : يكن ، وفى ط : يكن عفونته
(٦) م : احتراق (٧) ط ، م ، د : وتجفيف
(٨) م : إنما يتكون العفونة وفى د : إنما تكون وفى ط : وإنما يكون
(٩) ط : يستحيل (١٠) م : فيها
(١١) د : أو بلغت (١٢) م : كان
(١٣) م ، د : تستحيل
(١٤) سقط فى «سا» من قوله «إذا لم يبق بحاله» إلى قوله «لكن الخلط»
(١٥) د : فجعله (١٦) د : بحيث يدفع
(١٧) م ، ط : هو (١٨) ط : هذا+ الاندفاع
(١٩) م : جسم لطيف ، وفى ط : سخيف
(٢٠) ط : ولا يحفظ (٢١) ط : يكيف
(٢٢) ط : نشو الأشخاص ، وفى م : نشء للأشخاص.