الإنجليزية التى بدئت فى الهند وقفت عند مصر ، أى فيما يمثل خمس الكتاب فقط. وفى السلسلة التى نظمها فيران Ferrand لترجمة مصنفات الجغرافيين العرب اقترح أن يعهد لوليم مارسيه Marcais بترجمة المقدسى ؛ وبالطبع فإن ذلك كان سيكون فتحا جديدا فى دراسة المقدسى لأن مارسيه كان من بين معاصريه خير من يعرف النثر العربى القديم ؛ بيد أن الفكرة قبرت مع الأسف بوفاة فيران.
إن شخصية المقدسى لتختتم بجدارة المدرسة الكلاسيكية للجغرافيا العربية وسلسلة الجغرافيين الكبار للقرن العاشر ، غير أن شخصيته لا تتمتع بالكثير من الجاذبية والعطف ؛ فأسلوبه لا يخلو من التكلف فضلا عن أن اعتداده الشديد بنفسه قد يحدث أحيانا بعض الضيق للقارئ. ولكن من غير المستطاع أن يغمطه إنسان نصيبه من الفهم والذكاء وألا يعترف له بالأصالة والطرافة وقوة الملاحظة ؛ لذا فيجب الاتفاق مع اشبرنجر وكرامرس فى اعتباره جغرافيا عظيما وواحدا من كبار الكتاب العرب قاطبة.