الاحتلال الإسرائيلي في بلادنا المقدسة الزاهرة الطاهرة ، أنهم ما أبقوا من قنطرة وقنيطرة من باقية ، حينما احتلموهما ، وعند ما ارتحلوا عنها ، بلادا كانت من أعمرها ، فأصبحت في الدمار لحدّ إذا زرتها ما عرفتها ، (فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ)!.
(وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ) :
إن جلاءهم : تسفيرهم عن أرض الوطن دون رجوع ، إنه لون من عذاب الخزي لهم في الدنيا ، عذاب نفسي أصعب من العذاب الجسدي أحيانا ، فلو لا أن كتبها الله عليهم لعذبهم بصور اخرى كما عذب الذين من قبلهم باستئصال ، أو سبي ، أو اقتتال ، كإخوانهم بني قريظة ، ولكنما المكتوب لا يحوّل ، ثم لهم في الآخرة عذاب النار وبئس القرار.
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) :
إن مشاقّة الله وهي اعتباره في شق غير شقهم ، هي نكران لربوبيته ، كما وأن مشاقة الرسول نكران لرسالته ، كأنهم آلهة أو رسل! فالعقاب الشديد الناشب إلى الدنيا أيضا ، هو لزام المشاقة هذه وتلك.
(ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ) :
صحيح أن اللينة : النخلة الناعمة الجيدة ـ لا ذنب لها لكي تقطع ، ولكنها من خلق الله ، قد تقطع بإذن الله ، لحكم يعلمها الله ، استئصالا لأصحابها ، (فَبِإِذْنِ اللهِ) ليعز المؤمنين ، (وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ) ، ففي هذا القطع أهداف حكيمة عدة من أبرزها إخزاء الفاسقين (١).
__________________
(١) الواو هنا كما في أمثالها تدل على معطوف عليه محذوف ، يستفاد من المقام أو لا يستفاد ، ومن المعطوف عليه هنا إعزاز المؤمنين.