الأخرى ، أم هو فيهما جميعا ، وإنما (فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ) فيهما «العليم» بهما سواء ، يحكم فيهما هو لا سواه ، ويعلم ما فيهما وحده لا سواه ، فلا أنّ المسيح أو سواه إله الأرض ولادة أم وراثة والله إله السماء كما يهرف المسيحيون في صلاتهم «ليأت ملكوتك في الأرض كما هو في السماء» وترى من يلتمسونه أن يأتي بملكوت الله إلى الأرض كما هو في السماء؟ ولا أن الملائكة آلهة السماوات وهو إله الأرض ، فما من ألوهة في الخلق والتدبير والعبادة إلّا لله.
فهذه الآية تجرف ما يهرفه ويخرفه المقتسمون للألوهية إلى أقسام الكون ، أم يمكّنون ويسكنون إله السماوات والأرض في السماوات أو الأرض ، وإنّما تمكينا لألوهيته في الكون كله دون تمكّن لذاته في الكون كله ، فإنما حكمته النافذة وعلمه الشامل يديران الكون ويدبّرانه ، فالمدبر هو الخالق والخالق هو المدبر ، دون فرق بين كائن وكائن ، ودون تمكن في أي كائن!
(وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)(٨٥)
«تبارك» : تعاظم وتسامى (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) حيث يملكهما ، وما بينهما ثم لا ملك ولا ملك سواهما «وعنده» لا سواه (عِلْمُ السَّاعَةِ) وهي المنزل الأقصى للسالكين «وإليه» لا سواه «ترجعون» ومن إليه الرجوع فإليه التدبير ، ومن إليه التدبير فله الربوبية ،
__________________
ـ بالبصرة؟ فانه يقول : فلان ، فقل كذلك الله ربنا في السماء إله وفي الأرض إله وفي البحار إله وفي القفار إله وفي كل مكان إله ، قال : فقدمت فأتيت أبا شاكر فأخبرته فقال : هذه نقلت من الحجاز!.