والمناسب لهذا النفي اثبات الأوّلية في العقيدة لا العبادة ، ومناسبة أخرى «و» بدل «ف» إذ لا تفريع في «إن» النافية!
أم إنها شرطية والعابدين تنفي العبادة بأنها هنا من «عبد» إذا اشتدت أنفته ، فإن كان له ولد تولد عن ذاته ، فهو والد كسائر من يلد ، فمتجزّئ فمحدود كسائر الخلق ، فليس إذا إلها يعبد فأنا اوّل المتأنفين لعبادته ، ولأنني أعبده مخلصا فليس له ولد؟ ولكن العابدين بمعنى الآنفين ، وإن كانت لغة ولكنها شاذة ، وذكرها دون قرينة تصرفها عما يعرف غير فصيح ولا صحيح ، وإن كان المعنى في نفسه. من الصحيح! (١)
أم إنها شرطية والعابدين هم العابدون ، ف (إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ) كما تقو لون (فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) لهذا الولد ، فإني العارف بوالد وما ولد قبلكم وقبل كل أحد ، فإذا لا أعبد رحمانا هكذا ولا ولدا ، فليس إذا للرحمن ولد؟ والمناسب لموقف صلب هكذا «لو» الامتناعية لا «إن» المجوّزة كلا النفي والإثبات! (فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) ترمي إلى اثبات قاطع مطلق أنّه أوّل العابدين! (٢).
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٦١٦ ح ٩٥ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن امير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه : قوله : ان كان للرحمن ولد فانا أول العابدين» اي : الجاحدين والتأويل في هذا القول باطنه مضاد لظاهره.
أقول : مضادة الباطن للظاهر في القرآن البيان غير مقبولة حيث لا تضاد فيه لا ظاهرا ولا باطنا ، فليس هذا من كلام علي (عليه السلام) وقد يروى مثله عن ابن عباس ، كما في الدر المنثور ٦ : ٢٣ ـ اخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع الأزرق قال له اخبرني عن قوله عز وجل (فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) قال : انا اوّل متبرئ من ان يكون لله ولد.
(٢) المصدر ح ٩٦ في تفسير علي بن ابراهيم في الآية يعني اوّل القائلين لله عز وجل أن يكون له ولد.