(إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ) (٥٧)
(إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ) لا إله او ابن إله حتى يقاس بآلهتكم أيهما خير فليس العبد إلا ابن عبد (أَنْعَمْنا عَلَيْهِ) بما أنعمنا ، كما بيّن في مريم (وَجَعَلْناهُ مَثَلاً) آية بنفسه حيث ولد دون أب ، وآية برسالته وآياتها ، مثلا إلهيا ف (لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) والمسيح من المثل الأعلى في الأرض (مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ) كحجر الأساس في رسالته ودعوته ثم وللعالمين أجمعين ، فنحن جعلناه مثلا لنا ، ثم جماعة جعلوه لنا مثلا فنسوا المثل وضلوا في المثل! :
(وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (٦٠) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)(٦٢).
أنتم البشر تعبدون الملائكة لكونهم ملائكة؟ (وَلَوْ نَشاءُ) ولن (لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً) أن نبدلكم ملائكة ، أو نجعلكم في عصمتهم وطهارتهم كملائكة (فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) كونهم أناسي من قبل ، ويخلف بعضهم بعضا بالتناسل!
__________________
ـ قوم في فتنة الا كانوا لها حرزا ، وفيه اخرج ابن عدي والخرائطي في مساوي الأخلاق عن أبي امامة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ان الكذب باب من أبواب النفاق وان آية النفاق ان يكون الرجل جدلا خصما.
ويروي ابن جرير الطبري في جامع البيان بسند متصل عن أبي امامة قال : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج على الناس وهم يتنازعون في القرآن فغضب غضبا شديدا حتى كأنما صب على وجهه الخل ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فانه ما ضل قوم قط الا أوتوا الجدل ثم تلا (صلى الله عليه وآله وسلم) (ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ).