وانما تأويلا يلائم القرآن حيث الجواب عن صدهم (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ) لا يناسب نصا إلّا الأولين ، والأخير يناسب التأويل بتأويل الدليل! (ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً) : إن المثل الذي ضرب بابن مريم نحن ضربناه حقا وأنت ، وهم ضربوه لك جدلا (بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ).
فلو كان الجدال بحق وإلى حق فبالتي هي أحسن : (وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) وإن كان بباطل وإلى باطل فهي أسوء الجدال ، أم بباطل إلى حق أو حق إلى باطل فهو سيئ وليس إلّا خصومة للحق (١).
__________________
ـ والباقية من طرقنا وممن رواه من إخواننا الحافظ ابو نعيم الاصفهاني في كتابه نزول القرآن في علي عن ربيعة بن ناجد عن علي (عليه السلام) انها نزلت في شأنه ، ومحمد بن العباس بسنده عن ابن عباس وعبد الله بن احمد بن حنبل بسنده عن الشعبي وبسنده عن علي (عليه السلام) ومحمد بن قاسم بسنده عن ربيعة بن ناجد عن علي (عليه السلام) ، وفي ملحقات إحقاق الحق ٣ : ٣٩٨ ورواه احمد بن حنبل في فضائل الصحابة ١٧٢ والنسائي في الخصائص ٣٩ ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى ٩٢ وابن عبد ربه الاندلسي في عقد الفريد : ١٩٤ وابن مردويه في المناقب كما في كشف الغمة ٩٥ وابن حجر الهيثمي في الصواعق ١٢١ والسيوطي في تاريخ الخلفاء ١١٧ والمتقى الهندي في منتخب كنز العمال بهامش المسند ٥ : ٣٤ والمير محمد صالح الكشفي الترمذي في مناقب مرتضوي ٥٨ والقندوزى في ينابيع المودة ١٠٩ ، ومنهم سعيد بن الحسني وسفيان بن وكيع وابن عقدة وعبد الله بن احمد وابن الصلت والوكيع واحمد بن القاسم كما في البحار ٩ : ٦٠ ـ ٦٢.
(١) الدر المنثور ٦ : ٢١ ـ اخرج سعيد بن منصور واحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي امامة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا أوتوا الجدل ثم قرأ (ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) وفيه اخرج سعيد بن منصور عن أبي إدريس الخولاني قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما ثار قوم فتنة إلّا أوتوا بها جدلا وما ثار ـ