وترى (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً) تخص من يوهب ـ فقط ـ البنات (وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ) فقط ـ الذكور؟ علّه نعم إذ تعني الهبة طيلة العمر ، ولكنها قلة قليلة ، أن يوهب الوالدان فقط بنات او كذلك البنين! إلّا أن (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً) تعني الكثرة الكثيرة ، أو أن (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ) تعني كل ولادة وولادة ، فقد تكون أنثى وقد تكون ذكرا وقد تكون توأما (ذُكْراناً وَإِناثاً)؟ علّ الآية تعنيهما.
«أو يزوجهم» تعني يهب لهم زوجا : (ذُكْراناً وَإِناثاً) في ولادة أم ولادات.
وترى (وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً) يعني عقما مّا ، وإن كان لمانع ترفعه الدواء أو عملية أخرى؟ وليس هذا عقما لا هبة فيه ، حيث العقيم لمانع مّا حين يرزق ولدا كان من هبات الله فتشمله (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ ...).
فهذا العقم هو عقم في العمق حيث لا علاج له ، ولا عاديا بعلاج ، ولا خارجا عن العادة بمعجزة إلهية كما في أم إسحاق على حد قولها (عَجُوزٌ عَقِيمٌ).
__________________
ـ ان رجلا شكا اليه غمه ببناته فقال : الذي ترجوه لتضعيف حسناتك ومحو سيئاتك فارجه لصلاح حال بناتك اما علمت ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لما جاوزت سدرة المنتهى وبلغت قضبانها وأغصانها رأيت بعض ثمار قضبانها اثداءه معلقة يقطر من بعضها اللبن ومن بعضها العسل ومن بعضها الدهن ومن بعضها شبه دقيق السميد ومن بعضها الشياب (النبات) ومن بعضها كالنبق فيهوى ذلك كله نحو الأرض فقلت في نفسي اين مقر هذه الخارجات؟ فناداني ربي يا محمد! هذه ابنتها من هذا المكان لاغذو منها ببنات المؤمنين من أمتك وبنيهم فقل لآباء البنات لا تضيقن صدوركم على بناتكم فاني كما خلقتهن ارزقهن.