إن للمظلومين سبيلا معبّدة إلى الدفاع ولا سبيل عليهم ، والظالمون ما لهم من سبيل وإنما السبيل كل سبيل عليهم لتقطع عنهم سبل الظلم والبغي ، و (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) في الدنيا انتصارا عليهم من المظلومين ، وفي الآخرة من ملجإ المظلومين.
وفيما إذا لم يكن ترك الإنتصار والتصبر على الظالم ظلما ، وإنما صنيعة حسنة ومحاولة لتوبة الظالم ، أو تخجيله حتى يكف عن ظلمه ، هنالك (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).
ثم للانتصار مراتب عدة حسب المستطاع أقله «من دعى على من ظلمه فقد انتصر» (٣) وأكثره الإنتصار بالقتال ، وبينهما متوسطات.
ثم من الإنتصار شخصي أن تكرّس طاقاتك للذود عن الظلم ، ومنه جماعي أن تستعين بمن يعينك ، ولكل مجال حسب ما تقتضيه الحال.
إن الصبر على الظلم والغفر ليس إلّا عند المقدرة على الإنتصار
__________________
ـ (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ) قال يعني القائم صلوات الله عليه وأصحابه (فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) والقائم إذا قام انتصر من بني امية والمكذبين والنصاب هو وأصحابه وهو قول الله تبارك وتعالى (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ..).
وفي ملحقات الاحقاق ١٤ : ٤٩٣ العلامة السيد محمد بن رسول البرزنجي في «الاشاعة في أشراط الساعة ص ٦٩ ط مصر قال : قوله «لمن انتصر بعد ظلمه الآية ـ اشارة الى الحسين بن علي (رضي الله عنه) وقيامه على يزيد وقتاله على حق الى ان قتل هو واهل بيته.
(٣) الدر المنثور ٦ : ١١ ـ اخرج ابن أبي شيبة والترمذي والبزاز وابن مردويه عن عائشة قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من دعا ...».