ولا موقع للأكثرية في ميزان الحق ، إلّا الأكثرية بين الأقلية الصالحة. فإن (أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٧ : ١٨٧) و (لا يَشْكُرُونَ) (٢ : ٢٤٣) و (لا يُؤْمِنُونَ) (١١ : ١٧) و (لا يَعْقِلُونَ) (٦ : ٣٧) و (يَجْهَلُونَ) (٦ : ١١١) (وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا) (١٠ : ٣٦) (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (١٢ : ١٠٦) (وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ) (٧ : ١٠٢) (وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ) (٤٣ : ٧٨) (فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) (١٧ : ٨٩) (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) (٦ : ١١٦) (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ) (٧ : ١٠٢).
إذا فالشورى الصالحة ليست إلّا بين الأقلية الصالحة العالمة الشاكرة العاقلة المؤمنة المتبعة علما العادلة المحبة للحق الهادية المتعهدة ، ويجمعها الفقيه الزاهد البصير الخبير.
(وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) إنفاقا في هذه السبيل وكل سبل الله ، إنفاقا لعقلياتهم وتجريباتهم ، أفكارهم وعلومهم ، أموالهم وكل ما يملكون من طاقات ذاتية أو منفصلة ، ولكي يحلّوا مشاكلهم التي لا حول عنها ولا مرجع معصوما لها.
إن مكية آية الشورى ـ ولم تكن هناك دولة إسلامية ولم تخلد بخلد احد الا الرسول ـ وان المسلمين يعيشون الرسول. وحصر أمرهم في (شُورى بَيْنَهُمْ) ـ تدلنا على مدى أهمية الشورى ، حيث تعم الحيوية الإسلامية في كل عصر ومصر ، ومهما كان في غنى عنها زمن قيادة العصمة ، ولكن عليهم التدرب فيها فقد نرى الشورى في شاكلتها ونتاجها في أبعاد اربعة.
١ ـ يستشير المحتار ذا رأي صائب لكي يحصل على الرأي المختار