وكيف نعلم ما لنا عند الله؟ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من أحب أن يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده» (١).
(فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ) تشمل كل شيء لنا : من أنفسنا وما أوتيت ، في ذواتنا ، أم منفصلة عنها مربوطة بها حيث تملكها (٢) ، كل ذلك (فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) ترى وماذا تعني «متاع» و (الْحَياةِ الدُّنْيا) فهل لهما صلة بالحياة الأخرى (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى) فلتؤخذ ذريعة للوصول إليها ، أم هما تطاردانها فتطردان فلما ذا أوتينا إياهما؟.
المتاع هو كل ما ينتفع به ويتمتع على وجه مّا ، اما بنفسه (وَلَكُمْ فِي
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٥٨٣ ح ١١٠ في محاسن البرقي عنه عن الحسين بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن زياد السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ..
(٢) ان قال قائل ان المخاطبين في «فَما أُوتِيتُمْ» هم المؤتى لهم فما يؤتى لهم هو غيرهم ضرورة اختلاف المؤتى والمؤتى له ، وأن الإيتاء بحاجة طبيعية إلى المؤتى له؟
فالجواب : ان المخاطب في الإيتاء التكويني لا يجب له كون قبل الإيتاء كما في سائر التكوين (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) فقوله فعله وهو كلمة التكوين ، حيث التكوين قد يعني إيجاد ما لم يكن ، او تحويل الكائن إلى حالة او ماهية أخرى ، ولا يتعلق بالمستحيل ذاتيا ومصلحيا ، حيث الأول ليس شيئا والثاني شيء لإمكانية وجوده ذاتيا واستحالته مصلحيا ، فالشيء المتعلّق للتكوين والقدرة الإلهية قد يكون كائنا فتكوينه تحويله ، وهذا هو الشيء الحقيقي ، وقد يمكن تكوينه ذاتيا ومصلحيا فهو شيء باعتبار ما يؤول ، وهو المعني في الآية التكوين (إِذا أَرادَ شَيْئاً ..) اي أراد تكوينه ، وكذلك المعنى في آية الإيتاء (فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ ..) فمن المؤتى هم المخاطبون ومنه ما لهم من نعم أنفسية وآفاقية ، ثم المستحيل الذاتي ليس شيئا حتى يتعلق به القدرة والله على كل شيء قدير ، والمستحيل لا شيء.