ومن عظيم ما ينفعهم السعوط الحار ومن يحجل (١) منهم إذا فاق فالعلة فيه أقل تمكناً والصرع من الدماغ بمنزلة الغشي للمعدة ويكون ذلك الخلط يؤذيه فينقبض البدن وحرکات عل غر نظام.
الطبري ، قال : الصرع يقتل الصبيان والنساء وبالجملة الذن دمهم قلل وعروقهم ضيقة سريعاً وإذا سقط المصروع فخر كالميت ، وقل / اضطرابه فإنه يدل على ثل بلغم كثير في الدماغ وإذا كان يخرج من فمه من الزبد جلى منه الأرض من السوداء ، ومن أفاق بالعطوسات ونحوها فعلته أخف وعلاجه أيسر ، وينفع منه أن يديم منه السداب فإنه يبرئه البتة ، وإذا كان الصرع من المعدة فاستعمل القيء ثم أيارج فيقرا ، ثم الأدوية القوية لفم المعدة ، وإذا كان يرفع من بعض أعضاء البدن فادلك ذلك العضو وکمده وضع عله ضماد الخردل وقو الرأس لئلا يقبل البخار. قال : ونفع من الصرع تجربة الإسكندر أن يدق العاقر قرحاً ويعجن بالعنصل ويسقى منه أحد عشر تسربه.
أهرن ، قال : علاج الصرع بعد إمالة المادة أو معالجة العضو الذي منه مبدؤه أن يعالج نفس الدماغ بما يقوي لئلا يقبل ما يصير إليه.
قال : التشنج العارض من الصرع يشبه الاختلاج لامتداد ونحل سرعاً ، وکون مع ذهاب العقل والحس وذلك سرعة حدوث الصرع وانحلاله نه لس کون من اليبس البتة ، لكن من رطوبات رديئة تنصب ثم تسيل أو تتباعد سرعاً ، والصرع السوداوي يؤول إلى اختلاط العقل فأما البلغمي فبقدر عظم التشنج فيه عظم العلة.
وقد قال الطبري : أن قلة الاضطراب دليل على عظم العلة ، وقال : هذان بمقدار عظم التشنج عظم العلة ، والأول يدل على عظم العلة واستسلام الطبيعة ، فأما الثاني فيدل على شدة مجاهدة الطبيعة ، فإذا انحل بطيئاً مع ذلك فهي قوية ، قال : والصرع تشنج الدماغ ويقتصر على / الخلط المؤذي ليدفعه ، وإذا عرض تشنج شديد وزبد کثر فإن في الدماغ برودة شديدة غليظة يعسر حلها والعلة صعبة.
قال : وإذا كان الصرع من سوء مزاج بلا مادة فلا يسهل ولا يستفرغ لكن أسخن الرأس بالدلك والأضمدة ، وإن سعط بنصف دانق فلونياً قد سحق وفتق في دهن الرازقي ولبن جارية نفع جداً ، والسكبينج وجميع مرار الطير والسعوطات الحارة ينفع منه. الكندي اكت مكت (٢) ينفع من الصرع إذا علق في العنق. بولس ، قال : الصرع
__________________
(١) حجل رجل : ترث في مشه عل رجله (قاموس).
(٢) حجر الولادة.