الحادية عشرة من منافع الأعضاء : قوم كثير قطعت لهواتهم فاستقصى القطع من مح لكنهك الأصل أضر ذلك بأصواتهم ومع ذلك كانوا / يحسون الهواء الذي يستنشقونه باردا شدداً فتأذون به حت آن کثراً منهم ناله من ذلک برد مفرط في صدره ورئته ومات لذلك فلا يجب أن تقطع من أصلها بل اترك من أصلها شيئاً.
الثانية من الثانية من أبيذيميا : الحنجرة طرف قصبة الرئة وطرف المريء يتصل بها خلفها إلى ناحية القفا وخلف المريء العضل الذي يثني الرقبة إلى قدام متصل بالمريء ممدود على باطن بالفقار كله ، فإذا فتحت الفم نعماً وغمزت اللسان ظهر لك طرف الحنجرة والمريء فمتى فتحت الفم في الذبحة جداً وغمزات اللسان أسفل ولم يتبين لك ورم فالورم في العضل الذي في داخل الحنجرة أو فيما يلي ذلك الموضع من المريء ، أو في العضل الذي من وراء المريء ويتصل بهذا العضل الذي من وراء المريء رباطات تنبت من فقار الرقبة وأعصاب تنبت من النخاع تنقسم فيه ، قال : فتلك الرباطات (١) والأعصاب تتمدد إذا ورم العضل ، وإذا ورمت جذبت إليها الفقارات كما إذا غمز ذلك المكان ، وإذا كان الورم عند الفقرة الثالثة (١) المسماة السنية / وفوقها كانت عظيمة الخطر القرب ذلك النخاع من الدماغ فلا يؤمن معه التلف بسرعة وإذا كان هذا الموضع فهو أسلم ، وإذا لم ترم الغدد في مثل هذه العلل فتدل على أنها بلغمية وليست دموية ولكن هي من أخلاط باردة لزجة وكذا عدم الوجع أو قلته تدل على أن العلة بلغمية لا دموية وقد تظهر فى هذه العروق التى تحت اللسان شديدة الامتلاء ورم به في المريء ذلك لا يزدرد شيئاً فإن استكره نفسه خرج من أنفه ، وقد کون ذلله لضغط الورم الذي في العضل الذي خلف المريء ، وإذا لم يكن معه ضيق نفس فإنه لم تنل الحنجرة في نفسها ولا فيما يجاوزها ، وربما لم يكن في الحنجرة ورم إلا أن ورم المريء يضيقها وهؤلاء يضيق نفسهم لغمز المريء على باطن قصبة الرئة ، وإذا كان الورم في العضل الذي خلف المريء لم يضق النفس إلا عند البلع فقط.
لي : وإذا كان في الحنجرة كان ضيقاً في كل خنق وكان أشد ما يكون عند الورم في المريء فإن كان هذا أيضاً لازماً في كل خنق اللهم إلا أن يكون هذا أعظم من ذلك كثيراً والذي يحدث من أخلاط باردة يتطاول أكثر حتى أنه يبلغ أربعين يوماً أو : اکثر / ولا تکون معه حم ، وربما عرض منها فالج في أحد الشفتين وذلك إذا كان الورم على أحد جنبي الفقار فمده إلى جانب فأما إذا كان على الوسط ومد الفقار
__________________
(١) وقع في نسخة : الرطوبات ، وهو سهو ، والظاهر ما أثبتناه ، لأنه مر قبله : رباطات تنبت.
(٢) علق عليه : «كذا ولعله الثانية).