لي : أحسب أنه غلط في النسخة حيث يقول تواتر العضل وإنه يجب أن يكون الصوت الحسن لتواتر الالة ، والبحوحة للرطوبة ، قال : ولذلك صار الإنسان من قبل أن يأكل أو يشرب صوته صاف وإذا شرب أو تناول طعاماً رطباً نقص صفاء الصوت منه ومال إلى الإظلام ، فإن أكثر من الشراب صار الصوت أبح ، قال : والصوت المظلم مقدمة الصوت الأبح ، وكلاهما يعرضان للمشايخ كثيراً لكثرة الرطوبات العرضية فيهم ، ومن قدر من المشايخ أن يتحفظ حتى لا يتولد فيه فضول كثيرة صار صوته أجود من صوت الشباب وأصفى وذلك ليبس آلات الصوت فيهم.
وبالجملة فإن صفاء الصوت تابع ليبس الحنجرة ، قال : الآلة الأولى للصوت هو الجسم المشبه بلسان المزمار وباقي الآلات خدمه ، إنما تضيق للضعفاء والمرضى حلوقهم وتدق أصواتهم لثقل تحرك الصدر عليهم كله ، ومن أجل ذلك لا يكون لهم هواء كثير يخرجونه فيضيقون بالحنجرة لكن يكون ذلك القليل حاداً فيسمع أبين لأن النفس القليل الضعيف إن وسعت له الحنجرة لم يسمع البتة.
لي : جملة ما في الأعضاء الألمة في الصوت المضرور : الصوت / يضعف أو يبطل إما لآفة تحل بالعصب الذي يفعل النفخة لأن مادة الصوت النفخة وهذه هي العضل الذي فيما بين الأضلاع ، وإما لآفة حدثت بعضل الحنجرة ـ لأن بهذه تكون من النفخة قرع ـ وإذا كان كذلك أمكن الإنسان إخراج الصوت ولم يكن له قرع ، وإما لابتلال الحنجرة وفي هذه الحال يكون الصوت أبح مظلماً ويكون بعقب نزلات ، وإما لورم فيها وفي هذه الحال يكون في الحلق وجع ويكون بعقب الصياح كثيراً ، وتلك العصب تصيبها آفة إما لسوء مزاج وإما لعلاج بالحديد وإما لضربة وسقطة عليها. من کتاب آرطامدس في تحسن الصوت ، قال : للارتعاش مدة آن لا صح ولا غنان شهراً ولا يرفع صوته بالكلام ولا يكثر منه ثم ليغن وهو مستلق في فراشه قبل انفجار الصبح وقد وضع على لحافه فوق صدره لبنة رصاص بقدر ما يحتملها ثم ليجتنب الأصوات التي فيها صيحات شديدة مدة ثم يتدرج إليها واللبنة على صدره. قال : واجعل غذاءه غذاء يقوي جنبيه كالأكارع والعضل والأشياء القوية والقسب (١) كل والسفرجل / وجنبه العدو والمشي الكثير والهبوط والصعود والركوب والضحك الكثير والغضب وإتعاب اليدين خاصة وجميع الجسم فإنه يقوى ولا يرتعش.
ونفع مر انقطاع الصوت : الکراث الشامي والکشلف وعصارة البصل والعسل
__________________
(١) القسب قال ابن البيطار : اسم لنوع من التمر يكون بالعراق جليلاً على هيئة التمر المسمى بالمغرب بالمقلقل الذي يجلب من بلاد فزان إلا أن القسب صغير النوى أطيب منه طعماً جداً لونه أحمر إلى الباض ـ الجامع / ٢١.