قال : والماء يكون أبيض وأسود وأزرق ولون الذهب وأدكن ومنه الجصي ومنه الجامد الذي لا تحرل ، قال : والاطباء قدر فعون الجفن ودلکون العن ونظرون ، فإن كان الماء ينتشر بالدلك ثم يعود ويجتمع فإن القدح (١) لا ينجع ، قال : ألا! إن هذا رديء جداً لا ينبغي أن يعمل ، لأنه يحول به الماء من موضع إلى موضع ويجعله ردئا عسر القدح سرع الانتقال والزوال.
/ قال : ولكن انظر إلى الماء فإن رأيته صافياً نيراً مجتمعاً يكاد البصر ينفذ فيه فاقدحه ، وإن كان كدراً غليظاً جامداً صلباً فلا تقدحه.
لي : المانع من القدح علتان : اما شدة غلظ الماء ولزوجته حت لامکن آن تنح ، واما شدة رقته حت آنه عود لذا تنح.
من أجزاء الطب : قال : إن أقدم على قدح العين وفي البدن امتلاء أو رداءة أخلاط أو بالعليل صداع قبل أن تصلح هذه الأشياء أحدث القدح ورماً في الطبقات التي تثقبها ، ويكسب الرأس كله علة مشاركة للعلة للعين ، فينبغي قبل ذلك أن تروم قلع هذه الأشياء ، ومن بعد القدح تحفظ العين لئلا يحدث فيها ورم ، والرأس حت لا يحدث فيه وجع.
العاشرة من منافع الأعضاء : قال جالينوس : إن الماء يكون في الموضع الذي فيما بين الصفاق القرني والرطوبة الجليدية والمقدحة / تذهب وتجيء في مكان واسع إلى فوق وإلى أسفل وعن يمين وشمال ، وفي الجملة إنا قد نرى المقدحة تدور في جميع الجهات ولا يدافعها شيء فيدل على أن هناك فضاء واسعاً.
قال : إذا شق الصفاق القرني فأول ما يلقاك الرطوبة البيضية ، وهذه الرطوبة تنصب وتسيل وتخرج من الثقب الذي يكون عند القدح كثيراً ، ويتبع ذلك تقلص العين وغورانها.
قال بعد هذا : إن الرطوبة البيضية تدفع الجفاف عن الجليدية وعن باطن الصفاق العنبي.
لي : فمن هاهنا يبين لك أن البيضية داخل العنبية ، فأما القول الأول الذي قال : إن أول ما يلقاك إذا شققت الرطوبة البيضية يعنى من الرطوبات لا من الطبقات ، وأما أن البيضية تسيل عند القدح كثيراً فإنما يكون ذلك متى أثقب العنبي وهو لدقته يخاف ذلك عليه ، ولذلك رأس المهت (٢) غير محدود ، ولولا هذا لكان رأس المهت ينبغي
__________________
(١) القدح بالفتح عند الكحالين نقل الماء من موضع إلى موضع آخر بآلة معروفة.
(٢) والمهت ـ بکسر المم وفتح الهاء وتشدد التاء آلة قدح بها ، والمهت المجوف هو مل مجوف عل =