الفصول (١) : قال : عند امتلاء الرأس يعرض الرمد ضرورة إلا أن يكون العين في غاية القوة.
إذا كان بإنسان رمد واعتراه اختلاف فذلك محمود ، لأنه يجتذب / الخلط إلى هل أعفل ، وينبغى للطبيب أن يبتدىء بإطلاق البطن ، ولذلك يحقن الأطباء في الرمد ويسهلون بالأدوية من فوق.
قال : وأوجاع العين يحللها شرب الشراب الصرف أو التكميد أو الحمام أو فصد العرق أو شرب الدواء.
قال جالينوس : قد جرت عادة الأطباء أن يستعملوا في الأوجاع الحادثة من الرمد الأكحال المغرية مع تسكين الوجع كالشياف المتخذ بالإسفيداج والأفيون والنشا ، لأنهم يرجون أن يصدوا المواد عن العين بالأدوية المغرية ويحذرون مسها بالأدوية المخدرة ، فأما أنا فلم أزل منهما لأمثال هذه الأدوية ، وذلك أنها لا تقدر أن تمنع وترتد ما ينصب إلى العين إذا كان قوياً ، لكنه تبلغ من عملها فيه أن تمنعه أن يخرج ، فإذا كان ذلك الخلط حاداً أقرح الطبقة القرنية من أحدث فيها التأكل وإن كان كثيراً عرض أن يمددها تمديداً شديداً حتى كأنه يفرق اتصالها فيكون ذلك زائداً في الوجع ، وإذا كان الأمر في المغرية على هذا ثم لم يكن معها من المخدرة أمر قوي عرض / من الوجع أمر لا يحتمله صاحبه ، وإن كان معها من المخدرة ما يبلغ من شدة للم فعله أن يجعل العين لا تحس بألم الورم الحار العظيم الذي فيها وجب ضرورة أن يضر بالقوة الباصرة حتى أن صاحبها بعد سكون هذا الرمد عنه إما أن يذهب بصره بتة ، وإما أن يضعف ويبقى مع ذلك في طبقات العين خلط جاس يعسر برءه ، فإذا علمت أن المادة المنصبة إلى العين قوية كثيرة أو حادة لذاعة ، وقد اجتمع لها الأمران فابدأ باستفراغ البدن كله استفراغاً قوياً إما بالفصد وإما بالإسهال حتى تعلم أنه ليس في البدن امتلاء ، وکمد العن بماء حار باسفنج ، فان رأت التکمد سکن الوجع من ساعته ثم هج منه ما هو آشد فاعلم آن المادة التي تجري ال العن لست بالسرة فهو يجلب إليه بعدّ أكثر مما يحلل فأعد الاستفراغ وأدخله الحمام ، فإني رأيت رجلاً کان قد فصد في اول رمده وکان سکن عنه الوجع بالتکمد ساعة العلاج ثم رد عله
__________________
وقال في دفع مضار الأغذية : البصل مسخن ملهب لا صلح للمحرورن بالا المتحد بالخل وطب الطبيخ ويذهب بزهومة اللحم ويضر بالرأس وبالعين إذا لم يكن مخللاً وإن صلق أو شوى أصلح حدته کلها ، دسقوردوس والطري الني ء منه (البصل) آشد حرافة ـ الجامع ١ / ٩٧.
(١) كتاب الفصول لأبقراط سبع مقالات ـ عيون الأنباء ١ / ٢١ ، وفسره جالينوس جعله أيضاً في سبع مقالات ـ عيون الأنباء ١ / ٩٩.