والعصب يناله الضرر من جميع الأشياء الباردة إلا أن اللطيفة منها شر لأنها تغوص فيه وتبلغ عمقه.
الثانية من كتاب الفصول : السكتة إذا كانت قوّية لم يبرء صاحبها وإن كانت ضعيفة لم يسهل برؤه.
قال جالينوس : السكتة هو أن يعدم البدن كله بغتة الحسن والحركة خلا حركة التنفس وحدها فان هو عدمها فذال آعظم وأده ما کون منها ، ومت کان صاحب السکتة تنفس لکن تنفس باستکر او شدد فسکتة قوة ومت کان تنفس بلا جهد ولا استکراوانه مختلف غر / لازم لنظام واحد وهو مع ذلل ربما فتر فسكتة قوية إلا أنها ـ أنقص من الأول ، ومتى كان صاحبها يتنفس نفساً لازماً لنظام ما فسكتة ضعيفة فإن عنيت بهذا فعليك أن تبرئه ، وكل سكتة فإنما تكون إذا امتنع الروح النفساني أن يجري إلى ما دون الرأس إما لأن ورماً حدث في الدماغ وإما لأن بطونه امتلأت رطوبة بلغمية وبحسب مقدار السبب الفاعل يكون عظم العلة ، وإنما صارت لا تبرء في الأكثر من أجل ضرر التنفس.
ومن العجب أن عضل الصدر يتحرك في السكتة وإن كان باستكراه على أن سائر العضل لا يتخرك البتة ولا قليلاً من الحركة ويمكن أن يكون ذاك بأن القوة تسقط لشدّة الحاجة إلى التنفس ، ولذلك تجد في أكثر الحالات أصحاب السكتة يتخرك منهم جميع عضل الصدر كما يتحرك في الرياضة الشديدة وإنما يضطر إلى ذلك لأن جميع عضل الصدر يريد أن يتحرك ليجتمع من حركاته كلها إذا كانت قليلة بقدر ما يجزىء. به أو كان بعضها يتحرك حركة قوية.
الثانية من الفصول : قال : الشارب يبرىء التشنج الحادث من امتلاء بکفته کما يفعل الحمّى فإما بكترة جرمه فيورث التشنج والسكتة وتفتح العصب لأنه يغوص فيه فيملأه ، لي : الشراب الناري المر العتيق إذا سقي صرفاً على قليل من الغذاء نعم العون على حل العلل الباردة من العصب.
السادسة من الفصول : قال : الفالج ينبغي أن يعالج بنفض الأخلاط / البلغمية ، ومن عرض له وهو صحيح وجع بغتة في رأسه ثم أسكت على المكان وعرض له غطيط فإنه يهلك في سبع إلا أن يحدث به حمّى لأن ذلك يدل على أن فضله مالت إلى رأسه دفعة فالحمى يسخن تلك الفضلة ويحللها فإن لم يحدث كان الموت إلى سبع.
السابعة من الفصول : متى عدم الإنسان بغتة قوّته أو استرخى عضو ما فالغلة سوداوية. قال جالينوس : لا ينبغي أن يطلق فيقال سوداوية لأنها قد تكون بلغمية أيضاً