نبههم شيء غر الحمام ، وان کانت قواهم ضعيفة فأجلسهم في الماء الحار إلى العنق ولا يقرب الرأس ماءاً البتة فإنه يوهنه ويضعفه وغش عله نکاة وعظم ضرره.
وأما السبات المسم بقادس (١) فان علاجه قرب من علاج لثرغس وکون في مقدم الرأس وتفسد قوة الحواس وکون هذا الوجع من وجع شدد عرض في الدماغ وقد يعرض هذا أيضاً إذا ثقب القحف فوقع الخطأ بحجاب الدماغ.
العلامات : قال : لثرغس شبه قرانطس وفرق بنهما بکون الوجع والتنفس والمجسة وشدة الحمى ، فإن في ليثرغسل الحرارة ضعيفة والتنفس صغير بطيء والنبض موجي ، وأصحاب لثرغس نحدرون نحو آرجلهم عل فرشهم ، وأصحاب قرانطس تصاعدون نحو رؤوسهم ، واذار آت قرانطس قد غارت فه العن ودام التغمض وسال الريق وأبطأ النبض فإن قرانيطس قد انتقل إلى ليشرغس. لي : علامة التهيؤ للوقوع في ليثرغسل ثقل الرأس وطنين في الأذن وحمى لينة مع نظام المجسة وتثاؤب دائم وتهج الوجه وشدة النوم وغلبة النسيان والبلادة وإبطاء الجواب في الکلام ولا يمكن إخراج لسانه من فيه إلا بإبطاء.
قاطوخس : وهو الشخوص يعرض معه حمى مع إبطاء انقطاع الصوت فيه وشخوص البصر لا يطرف البتة حتى تنتهي نوبة الحمى فإذا انتهت / حركوا أعينهم وتدمع ل آبصار هم وترم وشتهون شم الطب وکرهون النتن وحولون وجوههم عنه ، وان مسهم آحد او غرهم کرهوا ذلل وامتنعوامنه ، فلذا کان عند هبوط الحم عرقوا عرقاً کثراً دائماً ، وأقلعت الحمى عنهم ساعة ثم عادت ، فإذا رأيت في هذا القسم الحمى الشديدة والنفس عال والعين منقلبة والعرق كثيرا حارا وبثورا في الوجه والصدر مدورة وبردا في الأطراف فإنهم يموتون ، والفرق بينه وبين ليثرغس أن هؤلاء أعينهم مفتحة وأصحاب ليثرغس أعينهم مغمضة ووجوه هؤلاء حمر ، والوجوه في ليثرغس صفر أو رصاصي ، قال ليثرغس ينقطع أصواتهم ولا يسمع لهم لفظة البتة. لي : ستعان بهذا الکتاب.
المقالة الحادية عشر من النبض : قال : أصحاب ليثرغس كثيراً ما يغمضون أعينهم وينغمسون وينخرون ويمكثون زماناً طويلاً مفتوحي الأعين شاخصين لا يطرفون الکلام فکرهون ما حسون وکثر اما خلطون ولا جبون بجواب صحح وهدؤون وتکلمون بکلام لا عني له فهذه صفة لثرغس ، وقال : آبدان اصحاب لثر غس مهجة كأنها أموات ، وأصحاب الجمود لم يبلغ بهم الأمر إلى غلبة البرد بالكلية على أبدانهم كالحال في ليثرغسل وفيهما جميعا موضع العرق أسخن من سائر الجسد.
__________________
(١) كذا بالأصل.