بين أقرب الأقارب الوالدين والأولاد.
(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) ١٤.
لقد فصلنا القول حول هذه الوصية بطيات آيات لها لا سيما آية الأسرى ، وهذه الآية هي اليتيمة في خصوص الأم حيث اختصت بذكرى اتعاب لها وأشغاب ليست للوالد مثلها ولها نظيرة في (وَإِنْ جاهَداكَ ..) (٢٩ : ٨).
(حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ) وهو الضعف الحمل لذلك الحمل ، وعلّ الأوّل هو منذ الحمل حتى الوضع ، فانه كله ضعف مهما اختلفت مراحله ، والثاني هو منذ الوضع حتى قيامه على ساقه ، والحد المتوسط هو العامان للرضاعة.
«وفصاله» عن الرضاعة ، وعن ثاني الوهنين «في عامين» وهما أكثر زمن للرضاعة ، وبما أن (حَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) نتعرف إلى أقل الحمل وهو ستة أشهر ، و «في» هنا ظرفا ل «فصاله» تقرر أن انفصال الرضاعة هو ضمن عامين ، لا ـ فقط ـ في منتهاهما ، بل خلالهما ، البادئ من بداية العام الثاني ، والحدّ المعتدل منه الشهر التاسع قضية الجمع بين «في عامين» و (ثَلاثُونَ شَهْراً) لمن يكون حمله تسعة أشهر ، فلا فصال ـ إذا ـ قبلها إلّا عند العسر أو الحرج ، فحقّ للولد أن يرتضع عامين إلّا ثلاثة أشهر.
(وَوَصَّيْنَا ... أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ) اشكر لي أن خلقتك وجعلت حبك في قلوبهما لحدّ التضحية في صالحك صغيرا أو كبيرا ، واشكر «لوالديك» ان تحمّلا كلّ عبء في سبيل تحويل هذه الأمانة الربانية (وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) فأسألك عن واجب الشكر لي ولهما «فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله