قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ٢١ ]

73/348
*

بالأقاويل دون أية حجة ، حتى كأنها ما وصلت إلى الآذان ، فتملأها العقول ، وتتقبلها القلوب فتنتقل إلى الألسن أم لا تنتقل! فيقولون بأفواههم لا عن علم بعقل أم حسّ أمّاذا من أسباب العلم و «لسان العاقل وراء قلبه وقلب الجاهل وراء لسانه» (١).

لسان الإنسان آلة إذاعة له عما يعتقده ، فإذ لا يتكلم إلّا تلقيا عن الألسن كأن لا وسيط هنالك حتى السمع ، ليس هو إذا لسان الإنسان ، وإنما مسجلة تذيع كلما سجل فيه!

تلقونه بألسنتكم فتقولونه بأفواهكم وليس لكم به علم ، كفى به حماقة وجهالة ، وأكثر بها وأفضح إذ (تَحْسَبُونَهُ هَيِّناً) ان تمسوا عرض الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ) ما أعظمه! فان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عند الله عظيم ، فكرامته عند الله عظيمة ، فالمس من كرامته دون علم عظيم على عظيم!

لقد حقت للقلوب أن تتقلب ، وللأكباد أن تتفتّت ، وللعيون أن تذرف دماء بدل الدموع ، وللأسماع ان تصّم حين تسمع أقاويل الإفك ملاءت جو المدينة المنورة هاتكة بيت الرسول الطاهر الأمين!

(وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ)(١٦).

لم يكن لكم ان تسمعوا الإفك فضلا عن الخوض فيه ، وثم إذا ابتليتم بسمعه لم يكن لكم أن تتكلموا إلّا (ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ).

فقد اقترفتم إثما إذ سمعتموه ، ثم إذ تلقونه بألسنتكم ، وتركتم واجب

__________________

(١) حديث شريف عن الامام الصادق (عليه السلام).