به» لا سواه (بِذُنُوبِ عِبادِهِ) وعقباهم في أعمالهم المستوخمة في أولاهم وعقباهم «خبيرا» لا يعزب عنه من مثقال ذره ، فإنه :
(الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً)(٥٩).
خلقهما في ستة أوقات (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) (١١ : ٧) قبل أن يخلقهما (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ) برحمة عامة بعد خلقهما ، فهو الذي أحاط بهما قدرة وعلما (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً).
فالرحمن الخالق لهما هو الرحمن المسيطر عليهما المدبر لهما (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) والإستواء على العرش هنا هو السلطة الرحمانية العامة بعد خلقه واقعا ، مهما كانت له السلطة العلمية قبله تقدير الواقع (١).
(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وَزادَهُمْ نُفُوراً)(٦٠).
المشركون رغم ما هم مقرون بالرحمن (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) ولكنما التعوّد على عبادة شركائهم جعلهم كأنهم ناكرو الرحمن ، لحدّ (وَمَا الرَّحْمنُ) تعبيرا عنه في نكران ذي بعدين بعيدين عن كافة الآداب ، ف «ما» هي لغير ذوي العقول ، ثم سؤال الاستعجاب به جواب عجاب عن السجود للرحمن «وزادهم» ذلك القيل «نفورا» عن الرحمن.
__________________
(١) البحث الفصل في الأيام الستة تجدها في فصلت ، وعند العرش في الحاقة واضرابهما.