يشملهما وسواهما من كبيرة وصغيرة ف (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ) يجعله أعم منهما ، فكبره مجموع ما يرويه الشيعة والسنة من عائشة ومارية حيث افتري عليهما ، الأمر الذي كلف أطهر النفوس في تاريخ الإنسان آلاما ، كما كلّف الأمة الإسلامية تجربة دراسية من أشق التجارب.
والعصبة جماعة متعصبة متعاضدة ، لو أنها كانت على حق تتعصب له
__________________
ـ ام اثبت؟ قال : لا بل تثبت ـ قال : والذي بعثك بالحق ما له ما للرجال وما له ما للنساء فقال : الحمد لله الذي صرف عنا السوء اهل البيت!
أقول : اصل الافك في مارية ما عساه يقبل ، الّا ان في حديثه هذا أمورا عدة يجب ان تنزه ساحة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عنها : كيف يقبل الرسول قول امرأة في هكذا افك ثم يبعث عليا لقتل المقذوف دون المقذوفة ، رغم انه لو ثبتت تلك الفاحشة فالمحصنة هي التي ترجم دون الزاني غير المحصن فانه يجلد؟ وكيف لم يحدّ عائشة بدلا عن جريح لقذفها ان كانت هي الآفكة؟ والآيات التالية لآية الافك تدل بصراحة انها نازلة بعد آيات الشهداء الاربعة وقذف الرامي ولأن سورة النور مترتبة الآيات كما هي نزولا فتلك متقدمة على آية الافك ، ثم وهي تندد كأشد ما يكون بمن يظن شرا إذ يسمعه إفكا بمؤمن او مؤمنة (وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ) وما ابعد ساحة الرسول عن هذه التخلفات التي هي بعيدة عن المتوسطين في الايمان.
(١) روايات متظافرة من طرق إخواننا السنة ان الافك كان موجها إلى عائشة ، وهي فيما تدل على ارتياب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أمرها لما سمع الافك عليها مردودة حيث الآيات تندد بالمرتابين من المؤمنين فيما يسمعونه من افك فضلا عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فاصل الافك إلى عائشة ثابت في السنة ، يقبل منها كما تقول الآية ، ويطرح ما تحيد عنه ساحة الرسالة القدسية.
وقد تولى الافك عليها عبد الله بن سلول ومعه نفر آخرون أصبحوا عصبة متعصبة في اذاعة إفكهم ، وليس الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ليسكت عن ذلك او يتشكك دونما شهادة ، وقد كان عليه حدّهم فمن طبيعة الحال انه حدّهم قبل نزول الآية إذ سبق الحد في آيات قبلها.