فكل رسول خليفة الله إذ جعله الله خليفة من سبقه ، وكل إمام خليفة الله كذلك؟ وليس المؤمنون الموعودون خلفاء الله بهذا المعنى إلّا الرسول والائمة المعصومون أصالة ، والولاة الصالحون تحت إمرتهم! ولم تكن للرسل السابقين هذه السلطة العالمية حتى يخلفهم الرسول وعترته المعصومون!
إنها خلافة الأرض عمن سيطروا عليها طول الزمان وعرض المكان من سلطات الجور وولاته ، سلبا لهذه السلطات الزور والغرور ، وإثباتا للسلطة الإيمانية للذين آمنوا وعملوا الصالحات كل على قدره وحدّه :
فقيادة الرسول مكان مناوئي الرسالة ، وقيادة الائمة من آل الرسول مكان المغتصبين طول حياتهم وزمن الغيبة ، وسائر القيادات والمكانات لسائر المؤمنين الصالحين مكان سواهم ، فلا تبقى سلطة جائرة إلّا ويخلفها سلطة عادلة ، فالمؤمنون ـ إذا ـ كلهم مستخلفون عمن سواهم ، وكما هم يرثون الأرض عمن سواهم (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) فلا يبقى دور ولا كور إلّا للصالحين ، حسب القابليات والفاعليات ، وحسب الضوابط دون الروابط ، فالإمام المهدي (عليه السلام) بمن معه من أصحابه الخصوص والعموم من الثلاثمائة وثلاثة عشر ، ومن العشرة آلاف ومن سائر الصالحين معه ، يستخلفهم الله في الأرض على درجاتهم وقابلياتهم لخلافة الأرض ، فالمهدي يخلف كل زعماء التاريخ ، وأصحاب ألويته يخلفون سائر أصحاب الالوية في التاريخ ، وجنوده يخلفون كل الجنود في التاريخ ، وكل ذي منصب حتى زمن المهدي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخلف مثيله الباطل في سائر الزمن.
وهل (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) تنظير لهم بمن قبلهم على