وترى أن المشكاة أحرى من الشمس مثلا في هذه النورية؟ كلّا ولكنما الجهات المعنية من هذه النورية لا تعرف من نور الشمس الواحدة ، بل من «مشكاة (فِيها مِصْباحٌ ...) أنوار سباعية بعضها فوق بعض تقريبا للحالة النورية في روحه وصدره وقلبه أمّاهيه؟
وترى مثال مثل نوره مسبّعا من النور بمثلث المشكاة المصباح الزجاجة ومربع الشجرة المباركة ـ زيتونة ـ لا شرقية ولا غربية ـ يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار! فهو نور على نور ثنائيا وسباعيا ، وهذه السّبع تخترق دركات الظلمات إلى درجات أنوار الجنات.
نور زيت الزيتون كان أصفى نور يعرف زمن نزول القرآن ، إضافة إلى قدسية شجرته المباركة بالواد المقدس في الطور : (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) (٢٣ : ٢٠) شجرة معمرة بكل أجزائها : زيتها وخشبها وثمرها ، نورا وإداما وشفاء!
ذلك المثل الأمثل الأعلى لنوره هو الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد مثّل له بمثال المشكاة والشجرة الزيتونة ف «إن الله لم يضرب الأمثال للشجر إنما ضرب الأمثال لبني آدم» (١) لكي يعتبروا بها الحق الممثّل.
فالمشكاة هي الروح المقدسة المحمدية ، والزجاجة صدره ، والمصباح قلبه الفؤاد حيث يتفأد بنور المعرفة الربانية ، يوقد مصباح قلبه الفواد المنير من شجرة الرسالة القدسية الإبراهيمية «لا شرقية» : يهودية (وَلا غَرْبِيَّةٍ) :
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٦٠٥ ح ١٧٦ في الكافي باسناده عن إسحاق بن جرير قال سألتني امرأة ان ادخل على أبي عبد الله (عليه السلام) فاستأذنت لها فأذن لها فدخلت ومعها مولاتها فقالت يا أبا عبد الله! أقول الله «زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ» ما عنى بهذا؟ فقال أيتها المرأة ان الله ...