يتحملها ادب اللفظ والمعنى.
(لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ)(٣٣).
«لكم» في بهيمة الأنعام (مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) وهو ما قبل واجب الذبح والنحر ، من ظهورها واشعارها وأوبارها وألبانها واوراثها ، وهذه من منافعها الدنيوية غير الشعائرية «ثم» بعد منافعها إلى اجل مسمى «محلّها» الذي تحل فيه إحلالا باسم الله وإحلالا للأكل والإيكال (إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) منافع اخرى هي كلها للأخرى ، نسكا وايكالا وشعيرة عظيمة من شعاعر الله.
ولتكن واجهتك لها (إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) أوجه منها من ذي قبل (١) ولتعظمها منذ صممت وعزمت على هديها ، حيث تخرجها من ملتك إلى ملكة الله ، ومن بيتك إلى بيت الله ، ومن حوزتك وحيازتك إلى حوزة الله (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ). و «ثم محلها» قد يعم زمان الحلول ومكانه ، وكيف يكون محل الأنعام إلى البيت العتيق والمنحر في منى هو يحلّها ثم الطواف فقط إلى البيت العتيق؟.
قد تعني محلها ما عنته هديا بالغ الكعبة» (٥ : ٩٥)؟ ولكنه يختص بمن قتل الصيد محرما : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ ...)! أم تعني «محلها» زمانا ومكانا ومصدرا ، وهو حلولها للذبح ، تحليلا عن الإحرام ،
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤٩٧ في الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية قال : البدن يركبها المحرم من موضعه الذي يحرم فيه غير مضر بها ولا معنف عليها وان كان لها لبن يشرب من لبنها إلى يوم النحر.