لا تجد في سائر القرآن ايمانا صالحا إلّا قرنا بعمل صالح ، كلما ازداد الايمان زاد عملا صالحا ، وكلما ازداد صالح العمل ازداد ايمانا ، جناحان متناصران في تحليق الإنسان أجواء صافية ضافية تصلح لطائره كدحا الى ربه فملاقيه!
(أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ) بساتين تجنّ أشجارها ارضها ، تجري من تحتهم الأنهار» تحت الأرضية ام سطح الأرضية ، فهما تحت الأشجار التي جنتهما بأرضها (يُحَلَّوْنَ فِيها) حلية الرجولة للرجال ، وحلية الأنوثة للنساء «من أساور» (١) جمع سوار : حلية المعصم ، ام : دستواره الفارسية «من ذهب» فمهما كانت هي محرّمة يوم الدنيا للرجال ولكنها حلية محلّلة يوم الأخرى ، إلّا المحرمات الذاتية التي تخرج العبد عن طور العبودية وتمس من كرامة الربوبية (وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ) : مارق من ديباج و «إستبرق» : ما غلظ منه وقد حلت لهم بعد ما حرمت (٢)(مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ) : السرائر الاريكة (٣)(نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً) خلاف ما
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ١١) ـ اخرج ابن مردويه عن سعد عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال : لو ان رجلا من اهل الجنة اطلع فبدت أساوره لطمس ضوءه ضوء الشمس كما يطمس ضوء النجوم أقول يعني شمس الآخرة ونجومها فلا يرد عليه انها مكورة او مطموسة وفيه اخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في البعث عن أبي هريرة ان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال : لو ان ادنى اهل الجنة حلية عدلت حليته بحلية اهل الدنيا جميعا لكان ما يحليه الله به في الآخرة أفضل من حلية اهل الدنيا جميعا.
(٢) المصدر اخرج النسائي والحاكم عن عقبة بن عامر ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كان يمنع اهل الحلية والحرير ويقول : ان كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوهما في الدنيا وفيه اخرج الطيالسي والبخاري في تاريخه والنسائي والبزار وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عمر وقال قال رجل يا رسول الله أخبرنا عن ثياب اهل الجنة اخلقا تخلق ام نسجا تنسج؟ قال : بل يشقق عنها ثمر الجنة.
(٣) المصدر اخرج البيهقي في البعث عن ابن عباس قال : لا تكون اريكة حتى يكون ـ