إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (٩٦) فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (٩٧) وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً)(٩٨)
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا)(٨٢) :
واذلّاه لمن يتخذ من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا ، تحطيما لكرم الإنسانية ، وتعزيرا للذليل وتقديما له على من خلقه الله في أحسن تقويم ، كيف يردّ نفسه بتخيّل العز أسفل سافلين.
أترى العز في ألوهة الأصنام والأوثان والجبت؟ وهي لا تسمع ولا تبصر ولا تغني عن أنفسها شيئا فضلا عن عابديها!
ام في ألوهة الطواغيت؟ وقد استكبروا عليهم وحطّوا من كرامة إنسانيتهم حيث استخفوهم وسقّطوهم عن كرامتهم!
أم في ألوهة الأولياء من الملائكة والنبيين؟ وهم يرون عزّهم وإياهم في عباده الله ، وليسوا هم ليغنوا عنهم من الله شيئا إذ (لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ)! ام ليعتزوا بهم عند الله ، (وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى)؟ وفي ذلك