ومن عليها مسيحا وسواه. لقد ملكنا ربنا أنفسنا والأرض محنة التكامل بالاختيار ومهنته بما هبانا من وسائل واسباب ، ملكا عرضيا مؤقتا لذلك الهدف الاسمى ، دون ملك حقيقي فانه لزام ربوبيته دون انتقال ، ثم الله ينشئ النشأة الاخرى حيث تزول هذه الملكية العرضية فهو الوارث لما ملكه من (الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها) فإنهم (إِلَيْنا يُرْجَعُونَ) فلا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا إلّا ما قدموه يوم الدنيا (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) (٤٠ :) ١٦) فهم منذ موتهم حتى الأبد معزولون عما ملكوا يوم الدنيا (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ) (١٥ : ٢٣) (وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (٣ : ١٨٠)!
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (٤١) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (٤٢) يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا (٤٣) يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا (٤٤) يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا (٤٥) قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ