أن العذراء تلد فور وهبة ربها دون وقتها ولا لقاح ، ويجري في لحظتها ينبوع ، طعام وشراب محضران بخارقة الرب كما هي وابنها آية للعالمين :
(فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)(٢٦).
كلي من رطب جني واشربي من السري ، وما أحسنه وأسلمه اكلا للنفساء رطب جني ف «أكرموا عمتكم النخلة فانها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم (عليه السلام) وليس من الشجر شجرة تلقح غيرها ـ أطعموا نساءكم الرطب فان لم يكن رطب فتمر فليس من الشجر شجرة أكرم من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران» (١) «ولو علم الله طعاما هو خير لها من التمر
__________________
ـ فأكلنا حتى تضلعنا فقال (عليه السلام) : إليكم سنة كسنة مريم (عليها السلام)
وفيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : خرج الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في بعض عمره ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته قال : فنزلوا في منزل من تلك المنازل تحت نخل يابس قد يبس من العطش قال : ففرش للحسن تحت نخلة وللزبيري بحذاه تحت نخلة اخرى قال فقال الزبيري ورفع رأسه : لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه فقال الحسن (عليه السلام) وانك لتشتهي الرطب؟ قال : نعم فرفع الحسن (عليه السلام) يده الى السماء ودعا بكلام لم يفهمه الزبيري فاخضرت النخلة ثم صارت الى حالها فأورقت وحملت رطبا قال فقال الجمال الذي اكتروا منه : سحر والله! فقال الحسن (عليه السلام) : ويلك ليس بسحر ولكن دعوة ابن نبي مجابة! قال : فصعدوا الى النخلة حتى تصرموا ما كان فيها فأكفاهم.
(١) الدر المنثور ٤ : ٢٦٩ ـ اخرج ابو يعلى وابن أبي حاتم وابن السنى وابو نعيم معا في الطب النبوي والعقيلي وابن عدي وابن مردويه وابن عساكر عن علي (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ... وفيه اخرج ابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مما ذا خلقت النخلة؟ ـ