واين أنت ايها الإنسان الهزيل الجاهل العاجز الذليل ، والغوص في خضم ذلك البحر الملتطم ، واليمّ المنجسم من كلمات الرب الله ، إلّا غرقا فيها عن سباحتك!
قد يدرك الإنسان الغرور بما يسجّله من مكامن الكون ، فتاخذه نشوة الظفر في ظهور علمي وفي القدرة فيحسب أنه على شيء!
ولكنما الآيات الربانية والإلهية تواجههم بآفاقها المترامية ، فإذا هم على خطوات من الشاطئ ولما يخوضوا البحر .. وحتى لو كان البحر مدادا بيده (لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) (يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) مدادا! ف «قد أخبرك ان كلام الله عز وجل ليس له آخر ولا غاية لا ينقطع ابدا» (١) فيما نحصيه!
كلمات الله بعد كل مداد تنتظر مدادا يمدها ، ولن يمددها أي مداد ، فطالما هو أيضا من كلمات الله إذا (لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي)!
فيا لنا من غباوة وعمى ، وحماقة كبرى ، نعيش كلمات الله ، غارقين في خضمّها ، ومارقين عن الذي تدل عليه وترشدنا إليه (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)!
كلمات تذكرنا الرحمن (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)!
__________________
(١). نور الثقلين ٣ : ٣١٣ ح ٢٥٦ حدثنا محمد بن احمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث قلت : قوله عز وجل «قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً ،» قال : قد أخبرك ..