العذاب ، ففقدهم لهذه الثلاث يوم حشرهم عذاب ، ووجدانهم لها بعد حشرهم في نارهم عذاب أخر فوق عذاب! وعلى اية حال ف :
(مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً) : (كُلَّما خَبَتْ) : سكن لهبها وصار عليها خباء وغشاء من رمادها ام ماذا (زِدْناهُمْ سَعِيراً) كما الأوّل ، فان السعير بعد الخباء زيادة على الخباء ، لا زيادة للسعير على ما كان قبله ، زيادة العذاب! ولماذا يزيدهم سعيرا على سعيرهم؟ ألأنهم اخباءوها؟ وليس منهم ولن! ام انهم كانوا يستحقون هذه الزيادة من قبل؟ فلما ذا لم تحق لهم من قبل؟ ـ فلتكن زيادة السعير زيادة بعد الخباء باعادة مثل السعير! ، وعلّه كما تعاد جلودهم التي نضجت لتنضج تلو الأخرى : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) (٤ : ٥٦) ففاعلية كل سعير هي نضج الجلود ، ثم تبدل جلودا غيرها فزيدوا لنضجها سعيرا ، سعير تلو سعير لنضج تلو نضج دون ان يخفف عنهم العذاب او يفتروهم فيه مبلسون!
ولماذا تداوم السعير دون فتور في عذابهم؟ :
(ذلِكَ جَزاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآياتِنا وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (٩٨). أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً)(٩٩).
هنا لك كفر بآيات الله وكبراها القرآن ، وقولة النكران للمعاد (أَإِذا كُنَّا عِظاماً) خلوا عن لحوم «ورفاتا» حيث تتبدل العظام رفاتا ، فتصبح الأبدان رفاتا فوق رفات (أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) كما كنا يوم الدنيا؟!