والصهاينة المجرمون كانوا ـ وقبل سنين ـ شذاذ الآفاق متفرقين في البلاد ، ليست لهم دولة او دويلة ، فما كانوا يستطيعون الإفساد في الأرض ، حيث كانوا تحت مختلف السلطات.
ولأول مرة في تاريخهم شكلت دويلة في فلسطين بما تآزرت الطاقات من شراذمة الآفاق والاستعمار الشرقي والغربي ، وبما تساهلت او ساعدت دويلات عربية حتى احتلت فلسطين لحد غربي نهر الأردن وكما يروى عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) «يقاتل بقيتكم الدجال على نهر الأردن ، أنتم شرقي النهر وهم غربيه» (١).
فلقد اختلقت دويلة العصابات الصهيونية منذ زهاء أربعين سنة ، ثم احتلت بلادا اخرى ضمتها إليها بعد سنين بما فيها القدس ، ثم أخيرا أعلنت ان القدس عاصمة إسرائيل ، ثالوث منحوس من إفسادهم العالمي الأول ، انطلاقا من فلسطين ، وإطلاقا الى المعمورة كلها وحتى متى؟ لا ندري.
هذه هي المرة الأولى من إفسادهم مرتين ، وطبعا بلا علو كبير ـ على علوه ـ فان كبيره للثانية ، وفي الأولى يساعدها او ينضم إليها او يستجيبها ويحرضها سائر سواعد الكفر والفساد في المعمورة ، لا سائر اليهود والنصارى وسواهم من الكفار والملاحدة والمشركين فحسب ، بل ، وممن يتسمون المسلمين
__________________
(١) الطبقات ٧ : ٤٢٢ عن السكوني قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أقول : الدجال هنا هو إسرائيل شر دجال طول التاريخ ، ونهر الأردن بين فلسطين والأردن ، ونرى الآن ان غربي النهر محتل إسرائيلي والمسلمون في شرقيه ، ولم يسبق لحد الآن في التاريخ الاسلامي احتلال الاراضي الغربية لنهر الأردن من قبل غير المسلمين الا قبل سنين من قبل الدجال الاسرائيلي ومن الطريف جدا صدق الصفة الخاصة للدجال المعروف في قائد الحرب الاسرائيلي ب (موشي دايان) فانه ممسوحة العين.