مرحا منة عليها أنك تمشي فيها ، فالأرض التي تحتك هي فوقك إذ لن تخرقها ، وجبالها التي أمامك هي فوقك حيث لن تبلغها طولا ، فطولك قاصر عن جبال الأرض ، وطولك في حولك قاصر عن خرق الأرض ، إذا فلما ذا المرح؟!
هذا! وترى ان الإنسان عاجز عن خرق الأرض؟ وهو يخرقها بالوسائل التي اصطنعها فيستخرج منها معادنها! او لن يبلغ الجبال طولا؟ وهو يحلّق بطائرات وصواريخ وسفن فضائية على الجبال وما فوقها من كرات!.
ولكنما الإنسان أيا كان لن يخرق الأرض بمشيئته المرحة ، ولن يبلغ الجبال في طوله ،
وان كان يخرق ويبلغ بطوله وحوله ، فلا طول إلا بالله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ليس لك ان تمن على الأرض انك تمشي فيها ، بل الله يمن عليك أنه يمشيك فيها ، ولا أن تمن ـ فيما من الله عليك من طاقات تخرف بها الأرض وتحلق ـ على الله بل الله يمن عليك ، ولا ان تمن على خلق الله بما ابتلاك الله به من نعم استخلفك فيها ، فارجع الى اوّلك تجدك نطفة قذرة والى آخرك تجدك جيفة نتنه والى وسطك حيث أنت حامل العذرة ، فيا أيتها النطفة القذرة والجيفة العذرة كيف تمشي على الأرض مرحا ، وعليك ان تمشي عليها هونا متواضعا لله غير مستكبر على خلق الله!
(كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً)(٣٨).
سيئه : تركا لمفروضاته واقترابا او اقترافا لمحرماته ، حرمة سلبية ام ايجابيه ، محرمات ثابتة عبر الرسالات الإلهية ، حيث تضرب «كان» الى