بالأعمال وهي محدودة فالجزاء محدود ٥ ـ وأنهم لابثين فيها أحقابا جزاء وفاقا ، وأقل الحقب سنة وأكثره ثمانون. ٦ ـ ونفس الخلود تقيد في : (النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلَّا ما شاءَ اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (٦ : ١٣٨) ثم ولا دلالة ولا إشارة في القرآن أن أبد الخلود لا نهاية له إطلاقا.
واما بالنسبة للجنة فأبدها لا نهاية له فانها قضية الرحمة الواسعة فلا تحد ، وإنها عطاء غير مجدوز ، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.
وقد يقال أو ما يكفي العصاة أن لا ثواب لهم ولا عذاب ، والجواب : إذا انقطع الإنذار ، وفي ترك جزاء الظالم ظلم على المظلومين فليكن عذاب.
والقول ان الآبدين في النار ذاتيتهم هي النار فهم إذا لزام النار دون فكاك ، مردود أولا ان الذاتية النارية لا تحكم باللانهاية فيها وانما تحكم بأنها تحرق ما دامت موجودة ، ولكن العدل الإلهي يحكم بلزوم إفناء الذاتيات النارية بعد ما ذاقت وبال أمرها ، ولا تتصور اللانهاية في الذات المحدودة.
فخروج هذه الذات النارية عن النار او خروج النار عنها ـ صدقنا أنه تنافي هذه الذاتية ، واما فناء الذات فهي لا تنافي هذه الذاتية وانما تنافي الابدية الذاتية وهي السرمدية.
والقول إن الكتاب نص في الخلود وارد ، ولكن الخلود ليس نصا فيما يعنونه من الخلود وهو العذاب اللانهائي ، وادعاء كون (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ) نصا في هكذا خلود نص في عدم التفكر في الآية ، وأما ان سنة