إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير الصّافي [ ج ٤ ]

تفسير الصّافي [ ج ٤ ]

372/412
*

بِهِمْ أي ما يخافونه وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ (١) عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ.

(٢٣) ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وقرئ يبشر من أبشره قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ على ما أتعاطاه من التبليغ أَجْراً نفعاً منكم إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى أن تودّوا قرابتي وعترتي وتحفظوني فيهم.

كذا في المجمع عن السجّاد والباقر والصادق عليهم السلام وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال : لما رجع رسول الله من حجّة الوداع وقدم المدينة أتته الأنصار فقال يا رسول الله انّ الله تعالى قد أحسن إلينا وشرّفنا بك وبنزولك بين ظهرانينا فقد فرّح الله صديقنا وكبت عدونا وقد تأتيك وفود فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بك العدو فنحبّ ان تأخذ ثلث أموالنا حتّى إذا قدم عليك وفد مكّة وجدت ما تعطيهم فلم يردّ رسول الله صلّى الله عليه وآله عليهم شيئاً وكان ينتظر ما يأتيه من ربّه فنزل عليه جبرئيل وقال قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ولم يقبل أموالهم فقال المنافقون ما أنزل الله هذا على محمّد صلّى الله عليه وآله وما يريد الّا ان يرفع بضبع ابن عمّه ويحمل علينا أهل بيته يقول أمس من كنت مولاه فعليّ مولاه واليوم قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى.

وفي قرب الإسناد عنه عن آبائه عليهم السلام : لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله قام رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال أيّها الناس انّ الله تبارك وتعالى قد فرض لي عليكم فرضاً فهل أنتم مؤدّوه قال فلم يجبه أحد منهم فانصرف فلمّا كان من الغد قام فقال مثل ذلك ثمّ قام فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث فلم يتكلّم أحد فقال أيها الناس انّه ليس من ذهب ولا فضة ولا مطعم ولا مشرب قالوا فالقه اذن قال إنّ الله تبارك وتعالى أنزل عليّ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فقالوا امّا هذه فنعم.

قال الصادق عليه السلام فو الله ما وفى بها الّا سبعة نفر سلمان وأبو ذرّ وعمّار

__________________

(١) أي لَهُمْ ما يتمنون ويشتهون يوم القيامة.