فبالفعل ـ وقبل ان يجمعوا في امره ـ هم مجمعون على أن يذهبوا به ، وها هم أولاء يحتالون على أبيهم كيف يستلبونه منه.
وتعريف «الجب» دون «جب» دليل أنها كانت معروفة لديهم ، جب لها غيابت ، هي ممر السيارة ، مهما كانت جب القدس أمّاهيه.
والجبّ ، هي البئر التي لم تطو ، وهي الجيدة الموضع من الكلإ ، وهي الكثيرة الماء البعيدة القعر ، وهي التي وجدت دون ان يحفرها الناس.
وغيابة كل شيء قعره ومنهبطه ، أترى جب يوسف هي الكثيرة الماء البعيدة القعر فألقي في قعرها؟ وهذا أقرب إلى قتله من طرحه أرضا حيث يغرق في قعرها دون ريب! بل هي القريبة الماء الجيدة الموضع من الكلاء ، حيث يقصدها السيارة لنزح الماء ، وليست مطوية سوية بالأحجار فلا يمكن المكوث في خلالها ، إذا فغيابتها ليست قعرها إذ يرى فيه ويظهر دونما غيب ، فانما غيابتها مكان يمكن المكوث في خلالها ، فلا يرى الماكث فيه ، وانما يرى من يدلي إليها فيدنوا هو من الدلو ويتدلى ، دون أي خطر ولا ضرر إلّا نفيا عن المحضن.
هكذا نتلمح من «لا تقتلوا .. يلتقطه» حيث القطع بسلامته هو الملتقط القاطع للمارة ، فليس إلّا في هكذا جب وغيابة.
فهنالك «اقتلوا» وهناك (اطْرَحُوهُ أَرْضاً) وهنا (أَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ) ولكنما الإلقاء فيها إلغاء عنه. وعن التقاطه إلّا ميتا بغرقه ، أم مصدوما مكسورا ، ولكنه لا يسطع بوحدته أمام الباقين ان يحوّل قتله إلى إبقاءه مرتاحا ، فقد جمع بين الإلقاء وغيابت الجب والتقاط السيارة ، حتى يجمعوا حلومهم فيحيدوا عن إلقاءه إلى جعله كما يحيدون عن قتله وطرحه وكما فعلوا : (وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ) فانها نظرة التقاط السيارة تناسب الجعل دون الإلقاء ، وهذه حصيلة طائل الشورى وفيها عاقل ، بعد