بالحياة الدنيا ، واجسا من كل شيء خيفة ، حيث لا يستشعر الصلة بالله ، فهو يعيش معيشة ضنكا مهما عاش في القصور العالية والأموال الطائلة :
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) (٢٠ : ١٢٤).
في الكون اضطرابات لا يصمد لها الإنسان أيا كان إلّا من يطمئن بذكر الله ، فالمرتكن بغير الله غريب وحيد وهيد دائم الاضطراب ، والمطمئن بالله قريب لا يحس اي اكتئاب.
فالنفس المطمئنة بالله تعيش ربها وترجع الى ربها راضية مرضية (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) والنفس المطمئنة بالدنيا وزينتها هي مضطربة : (وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها) (١٠ : ٧) تعيش معيشة ضنكا وترجع الى ربها غاضبة مغضوبة.
(الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)(٢٩).
وهؤلاء هم المطمئنة قلوبهم بذكر الله حيث يطمئنهم ويؤمنهم ويحملهم على عمل الصالحات ، فهم لا سواهم «طوبى لهم» في الحياة كل الحياة ، حيث تطيب حياتهم الروحية بذلك الاطمئنان وعمل الايمان ، ثم ولهم (حُسْنُ مَآبٍ) حيث يرجعون الى ربهم راضين مرضيين.
«طوبى» وهي مؤنث أطيب صفة لمحذوف يناسب الحياة ، فهي الحياة الطوبى في الاولى وفي الأخرى : ف (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٦ :) ٩٧).