طعاما وشرابا للجنين ، وما تزداد الأرحام منه دفعا عنها وقت الحمل أحيانا ، وقبله وبعد الإجهاض او الولادة دوما.
ومن الأرحام ما لا تغيض ولا تزداد حملا او دما كمن قبل سن الحيض وبعد اليأس ، والتي لا تحيض أو هي في سن من تحيض وهي عقيمة ، فهذه الأرحام قد تحمل المنى ولكنها لا تغيض ولا تزداد.
(وَكُلُّ شَيْءٍ) من حمل وسواه ، وغيض وازدياد في حمل وسواه (عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ) دون تفلّت ولا تلفّت وصدفة عمياء (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) (١٥ : ٢١) ف (إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)(٦٥ : ٣).
(عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ)(٩) :
الغيب عن بصر او بصيرة ، والشهادة لبصر او بصيرة ، هما أمران نسبيان بالنسبة للعلم المحدود ، فالغيب المطلق لا يعلمه إلّا الله ، والشهادة المطلقة يعلمها كل شاهد ، والعوان بينهما من مطلق الغيب والشهادة يختلف بمختلف الحدود في العلوم ، وكل هذه الثلاث شهادة مطلقة للكبير المتعال (لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) (٣٤ : ٣) لأنه رب الجميع (وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) (١٠ : ٦١) «ربك» حيث الجمعية التامة لربوبيتي فيك طامة ، فكما لا تعزب أنت عن علم ربك وأنت خلاصة الكون ومجمله ، كذلك لا يعزب عنه اي كائن بتفصيله.
ذلك العلم المطلق منحصر فيه ، منحسر عن سواه ، لأنه الكبير لا كبير سواه ، كبر اللّامحدودية ذاتية وصفاتية وأفعالية ، علمية وفي القدرة أمّاهيه ، فكيف لا يحيط علما بما سواه وهو الذي خلقه ، ثم ولا أكبر منه