الرؤيا ، نصدق المصادق منها مع الكتاب والسنة.
يرى يوسف الصديق رؤياه الصادقة هذه فيقصها على أبيه ، ثم يعقوب التورات ينتهره «ما هذا الحلم الذي حلمت؟ هل يأتي أنا وأمك وإخوتك لنسجد لك إلى الأرض؟ فحسده أخوته واما أبوه فحفظ الأمر» (١) تكذيبا لرؤياه في تنديد وانتهار ، حيث يصبح يوسف في حيرة وانبهار ، ثم حفظا لها كأنه يرى لها واقعا! ويا له من تناقض في هذه المواجهة ، وانتحار!
واما يعقوب القرآن فيصدقه بكل تكريم وإكبار ، ويؤوّلها أحسن تأويل فيحذره عن قصها لإخوته خوفا عن مكيدة وحسد واستكبار :
(قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ)(٥).
__________________
(١) في الاصحاح ٣٧ من سفر التكوين» .. ١ ـ وسكن يعقوب في ارض غربة أبته في ارض كنعان ٢ ـ هذه مواليده يعقوب : «يوسف إذ كان ابن سبع عشرة سنة كان يرعى مع اخوته الغنم وهو غلام عند بني بلهة وبني زلفة امرأتي أبيه وأتى يوسف بنميمتهم الرديئة الى أبيهم واما إسرائيل فأحب يوسف اكثر من سائر بنيه لأنه ابن شيخوخته فصنع له قميصا ملونا فلما رأى اخوته ان أباهم أحبه اكثر من جميع إخوته أبغضوه ولم يستطيعوا ان يكلموا بسلام ـ
وحلم يوسف حلما فأخبر اخوته فازدادوا ايضا بغضا له فقال لهم : اسمعوا لهذا الحلم الذي حلمت : فها نحن حازمون حزما في الحقل وإذا حزمتي قامت وانتصبت فاحتاطت حزمكم وسجدت لحزمتي ، فقال له اخوته «العلك ...».
ثم حلم ايضا حلما آخر وقصه على اخوته فقال : اني قد حلمت حلما ايضا وإذا الشمس والقمر واحد عشر كوكبا ساجدة لي وقصه على أبيه وعلى اخوته فانتهره أبوه وقال له : ما هذا الحلم .. فحفظ الأمر».