أنبيائه وكنى عن أسماء أعدائه قال عليه السلام وأمّا هفوات الأنبياء وما بيّن الله في كتابه فان ذلك من أدل الدلائل على حكمة الله الباهرة وقدرته القاهرة وعزته الظاهرة لأنّه علم أنّ براهين الأنبياء تكبر في صدور أممهم وان منهم من يتخذ بعضهم إلهاً كالذي كان من النصارى في ابن مريم فذكر دلالة على تخلفهم عن الكمال الذي كان انفرد به عزّ وجلّ ألم تسمع إلى قوله في صفة عيسى على نبيّنا وعليه السلام حيث قال فيه وفي أمّه كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ يعني أنّ من أكل الطعام كان له ثفل ومن كان له ثفل فهو بعيد مما ادعته النصارى لابن مريم.
(٧٦) انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ كيف يصرفون عن استماع الحق وتأمله وثمّ لتفاوت ما بين العجبين يعني أن بياننا للآيات عجيب واعراضهم عنها أعجب قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً يعني عيسى عليه السلام فانه كان لا يملك شيئاً من ذلك من ذاته وان ملك شيئاً منه فإنما هو بإذن الله وتمليكه إيّاه وَاللهُ هُوَ السَّمِيعُ لما يقولون الْعَلِيمُ بما يعتقدون.
(٧٧) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِ غلوّاً باطلاً يعني لا تتجاوزوا الحدّ الذي حدّه الله لكم ولا ترفعوا عيسى عليه السلام من حدّ النبوّة الى حد الألوهية وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ هم أئمتهم في النصرانية الذين كانوا في الضلال قبل مبعث النبيّ صلىّ الله عليه وآله وسلم وَأَضَلُّوا كَثِيراً ممن بايعهم على التثليث وَضَلُّوا لمّا بعث رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ حين كذبوه وبغوا عليه.
(٧٨) لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ في الكافي والقمّيُ عَنِ الصادق عليه الصلوة والسلام : الخنازير على لسان داود عليه السلام والقردة على لسان عيسى بن مريم عليهما السلام.
وفي المجمع عن الباقر عليه السلام : أما داود فإنّه لعن أهل أيلة (١) لما اعتدوا في سبتهم
__________________
(١) أيلة جبل بين مكّة والمدينة قرب ينبع وموضع بين ينبع ومصر وعقبتها.