وَلِيُّكُمْ وَإمَامُكُمْ بِأَمْرِ اللهِ رَبِّكُمْ ثُمَّ اْلإِمَامَةُ فيِ ذُرِّيَتِي مِنْ وُلْدِهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَوْمَ يَلْقَوْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَا حَلَالَ إلَا مَا أَحَلَّهُ اللهُ وَلَا حَرَامَ إلَّا مَا حَرَّمَهُ اللهُ عَرَّفَنِي الحَلَالَ والحَرَامَ وَأنَا أفْضَيْتُ (١) بِمَا عَلَّمَنِيِ رَبّي مِنْ كِتَابِهِ وَحَلَالِهِ وَحَرَامِهِ إلَيْهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَا مِنْ عِلْمٍ إلَّا وَقَدْ أحْصَاهُ اللهُ فيِ كُلّ عِلْمٍ عَلِمْتُهُ فَقَدْ أحْصَيْتُهُ فيِ عَليِّ إمَامِ الْمُتَّقِينَ وَمَا مِنْ عِلْمٍ إلَّا وَقَدْ عَلَّمْتُهُ عَلِيَّاً وَهُوَ الإمَامُ الْمُبِينَ مَعَاشِرَ النَّاسِ لَا تَضِلُّوا عَنْهُ وَلَا تَنْفِرُوا مِنْهُ وَلَا تَسْتنْكفُوا مِنْ وِلَايَتِهِ فَهُوَ الَّذِي يَهْدِي إلىَ الْحَقِّ وَيَعْمَلُ بِهِ وَيزْهَقُ الْبَاطِلَ وَيَنْهَى عَنْهُ وَلَا تَأَخُذُهُ في اللهِ لَوْمَةُ لآئِمٍ ثُمَّ إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالَّذِي فَدَى رَسُولَ اللهِ صَلَىّ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمْ بِنَفْسِهِ وَالَّذِي كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَىّ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمْ وَلَا أحَدَ يَعْبُدُ اللهَ مَعَ رَسُولِهِ مِنَ الرِّجَالِ غَيْرُهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ فَضِّلُوهُ فَقَدْ فَضَّلَهُ اللهُ وَاقْبَلُوهُ فَقَدْ نَصَبَهُ الله مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ إمَامٌ مِنَ اللهِ وَلَنْ يَتُوبَ اللهُ عَلَى أَحَدٍ أنْكَرَ وَلايَتَهُ وَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُ حَتْماً علَى اللهِ أَنْ يَفْعَلَ ذلِكَ ممَّنْ خَالَفَ أمْرَهُ فِيهِ وَأنْ يُعَذِّبَهُ عَذَاباً نُكْراً أبَدَ الآبَادِ وَدَهْرَ الدُّهُورِ فَاحْذَرُوا أنْ تُخَالِفُوهُ فَتُصْلَوْا ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ أَيُّهَا النَّاسِ بِي وَاللهِ بُشِّرَ الأَوَّلُونَ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَأنَا خَاتِمُ الأنْبياء وَالْمُرْسَلِينَ وَالْحُجّةُ عَلَى جَمِيعِ الْمَخْلُوقِينَ مِنْ أَهْلِ السَّمَواتِ وَاْلأَرضِينَ فَمَنْ شَكَّ فيِ ذلِكَ فَهُوَ كَافِر كُفْرَ الْجَاهِلِيَّةَ اْلأُولى وَمَنْ شَكَّ فيِ شَيْءٍ مِنْ قَوْليِ هذَا فَقَدْ شَكَّ فيِ الْكُلِّ مِنْهُ وَالشَّاكُّ فيِ الْكُلِّ فَلَهُ النَّارُ مَعَاشرَ النَّاس حَبانِيَ (٢) اللهُ بِهذِهِ الْفَضِيلَةِ مَنّاً مِنْهُ عَلَيَّ وَإحْسَاناً مِنْهُ إلَيَّ وَلَا إلَهَ إلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ مِنّي أبَدَ اْلآبِدِينَ وَدَهْرَ الدَّاهِرِينَ عَلَى كُلِّ حَالٍ ، مَعَاشرَ النَّاس فَضِّلُوا عَلِيّاً فَإنَّهُ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدِي مِنْ ذَكَر وَأُنْثَى بِنَا أَنْزَلَ اللهُ الرِّزْقَ وَبَقِي الْخَلْقُ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَغْضُوبٌ مَغْضُوبٌ مَنْ رَدَّ قَوْليِ هذَا وَإنْ لَمْ يُوَافِقْهُ إلَّا إنَّ جَبْرِئِيلَ خَبَّرَنِي عَنْ اللهِ تَعَالَى بِذلِكَ وَيَقُولُ مَنْ عَادَى عَلِيّاً وَلَمْ يَتَوَلَّهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَتي وَغَضَبِي وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ أَنْ تُخَالِفُوهُ فَتَزِلَّ قَدَمٌ
__________________
(١) يقال أفضيت بكذا إلى فلان أي أوصلته إليه ومسته به.
(٢) يقال حبوت الرّجل حباءً بالكسر والمدّ أعطيته الشيء بغير عوض والاسم منه الحبوة بالضمّ ومنه بيع المحاباة.