خم فنادى الصلاة جامعةً وأمر الناس ان يبلّغ الشّاهد الغائب (١).
قال عليه السلام وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله عزّ وجلّ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي قال يقول الله تعالى عزّ وجلّ لا انزل عليكم بعدها فريضة قد أكملت لكم الفرائض.
وفي الاحتجاج عنه عليه السلام أنّه قال : قد حج رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم من المدينة وقد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحجّ والولاية فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال له «يا محمّد إنّ الله عزّ وجلّ يقرؤك السّلام ويقول لَكَ إنّي لم أقبض نبيّاً من أنبيائي ولا رسولاً من رسلي إلّا بعد إكمال ديني وتأكيد حجتي وقد بقي عليك من ذلك فريضتان ممّا يحتاج أن تبلغهما قومك : فريضة الحجّ ، وفريضة الولاية والخلافة من بعدك ، فإني لم أخل أرضي من حجة ولن أُخليها أبداً فإنّ الله يأمرك أن تبلّغ قومك الحجّ تحجّ ويحجّ معك كلّ من استطاع إليه سبيلاً من أهل الحضر والأطراف والأعراب وتعلّمهم من حجّهم مثل ما علّمتهم من صلواتهم وزكوتهم وصيامهم وتوقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلّغتهم من الشرايع».
فنادى مناد من رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم في النّاس ألا إنّ رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم يريد الحجّ وأن يعلّمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم ويوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه من غيره ، فخرج رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم وخرج معه النّاس وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله ، فحجّ بهم وبلغ من حجّ مع رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى سبعين ألفاً الذين أخذ عليهم ببيعة هرون فنكثوا واتّبعوا العجل والسّامريّ وكذلك رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم أخذ البيعة لعليّ بن أبي طالب عليه السلام بالخلافة على عدد
__________________
(١) قال الفيروزآباديّ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ أي شقّ جماعاتهم بالتّوحيد أو أجبر بالقرآن أو أظهر أو احكم بالحقّ وافصِل بالأمر أو اقصد بما تؤمر أو أفرق به بين الحق والباطل وصدعه كمنعه شقّه أو شقّه نصفين أو شقّه ولم يفترق وفلاناً قصده لكرمه وبالحقّ تكلّم به جهاراً وبالأمر اصاب به موضعه وجاهر به انتهى.